نحو دمج الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحّد في مؤسسات الطفولة...

نحو دمج الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحّد في مؤسسات الطفولة...

بمناسبة الاحتفال اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحّد تولت السيّدة آمال بلحاج موسى وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ، رفقة السيّد إبراهيم الشائبي وزير الشؤون الدينيّة والسيّد محمد علي البوغديري وزيرة التربية والسيّد علي مرابط وزير الصحّة، والسيد حاتم القفصي مستشار رئيسة الحكومة، والسيّدة رجاء بن إبراهيم المديرة العامة للنهوض بالأشخاص ذوي الإعاقة بوزارة الشؤون الاجتماعية، والسيد ميشال بيشو ممثل منظمة اليونسيف بتونس وأعضاء الجمعية التونسيّة للطب النفسي للأطفال والمراهقين، الاشراف صباح اليوم بمدينة الثقافة  بالعاصمة على موكب إطلاق "دليل المربّي : نحو دمج الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحّد في مؤسسات الطفولة".

وأكدت وزيرة الأسرة في كلمتها الافتتاحية أن هذا الدليل الوطني الرسميّ هو الأول من نوعه من حيث القيمة العلمية وشمول المنهجية المعتمدة الجامعة بين النظري والبعد العملي الممارساتي التطبيقي وستضعه الوزارة بداية من اليوم على ذمّة المربّين والمنشّطين في القطاعين العموميّ والخاص حتى يمتلكوا المعرفة النظريّة والمهارات التطبيقيّة اللازمة للتعامل المجدي والصحيح مع الأطفال ذوي طيف التوحّد من الفئة العمريّة ما بين ثلاث وخمس سنوات في مؤسسات الطفولة المبكّرة.

وبيّنت أن الاهتمام الخاص الذي توليه الوزارة لهذه الفئة من الأطفال يتنزّل في سياق الحرص على إعمال أحكام الدستور وضمان تكافؤ الفرص بين جميع أطفال تونس، معلنة أن إصدار دليل المربي لدمج الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد في مؤسسات الطفولة المبكرة ستتبعه صياغة محتوى كتيب سيكون موجّها للأولياء إلى جانب إعداد البطاقات البيداغوجية الخاصة بالتدريب وتنظيم ثماني ورشات تكوينية تدوم الواحدة منها ثلاثة أيام لفائدة مربي رياض الأطفال العمومية والخاصة المنخرطة في البرنامج

وذكّرت آمال بلحاج موسى أن الوزارة أطلقت سنة 2022 ولأول مرة في تونس برنامجا  لدمج الأطفال المصابين بطيف التوحد ضمن مؤسسات الطفولة المبكرة العمومية والخاصة يهدف إلى تفعيل حق هذه الفئات في الالتحاق بخدمات وبرامج الطفولة المبكرة الدامجة وذات الجودة في مؤسسات توفّر فضاءات مهيأة وإطار تربوي مختص وتجهيزات مناسبة تمكنهم من التكيّف إيجابيا مع وضعياتهم وتساعدهم على تحقيق توازنهم وعلى تعلّم طرق التواصل الإيجابي والفعّال مع محيطهم الاجتماعي.

وبيّنت أن هذا البرنامج يدعم الأولياء والأسر في تربية وحماية أطفالهم ذوي اضطراب طيف التوحد وتلبية حاجياتهم الإنمائية من خلال انخراط الدولة في التكفل بجزء من مصاريف التكفل بهذه الفئات عبر خلاص معاليم تربيتهم ما قبل المدرسية ضمن مؤسسات الطفولة المبكرة القانونية والدامجة. وقد بلغ إلى حد الآن عدد الأطفال الذين تم قبولهم في رياض الأطفال والمنتفعين بالبرنامج 295 طفلا ولا تزال اللجان تنظر في طلبات الإدماج في رياض الأطفال.

 وأكدت أن الوزارة تتكفّل في هذا الإطار بخلاص معاليم التربية ما قبل المدرسية للأطفال المصابين بطيف التوحد والمساعدة على ادماجهم من خلال تحويل منح للمؤسسات المشاركة ضمن البرنامج بحساب 100د لخلاص معاليم المؤسسة التربوية و100 د لخلاص معاليم مقوم النطق أو أخصائي العلاج الوظيفي حسب حاجة الطفل وذلك بصفة شهرية ولفائدة حوالي 300 طفل في سن 3 و4 و5 سنوات حاليا، وأن هذا الدعم سيشمل اجماليّ 600 طفلا سنة 2024..

وأضافت الوزيرة أنه علاوة على الرياض العمومية، انخرطت حوالي 400 روضة أطفال خاصة في برنامج دمج الأطفال ذوي طيف التوحّد، مشيرة إلى الدور المحوري للقطاع الخاص في إدماج هذه الفئة من الأطفال باعتبار هيمنته على 94 % من رياض الأطفال. ودعت الوزيرة القطاع الخاص لرياض الأطفال إلى تسريع الانتقال إلى رياض الأطفال الدامجة فيما يخص الأطفال حاملي الإعاقات الخفيفة أو الذين يعانون من طيف التوحد مؤكدة التعويل على رؤساء الغرف المهنية في الدفع ورفع الوعي وتأمين الانخراط الواسع حيث إن أقل من 9 % فقط من رياض الأطفال الخاصة يمكن اعتبارها رياض دامجة.

وأكدت الوزيرة أنه لا تتوفر أرقام رسميّة حول أطفال التوحّد في تونس لكن بعض التقديرات تشير إلى أن عددهم يقدّر بعشرات الآلاف، مبينة أن برنامج دمج الأطفال المصابين بطيف التوحد ضمن مؤسسات الطفولة المبكرة العمومية والخاصة سيساهم في التعرّف على الجهات التي تشهد نسب مرتفعة للأطفال المصابين بطيف التوحد وتحديد عدد الأطفال بها..

واعتبرت آمال بلحاج موسى أن الأوان قد حان للانطلاق في العمل على التقصّي المبكّر لطيف التوحّد في السنة الأولى من الولادة، قائلة "نحن ندرك أن هذا الأمر يحتاج إلى إعداد متعدد الأبعاد ولكن لا مفر من توفير ما يلزم كي تشرع تونس الرائدة كعادتها في أكثر من مجال في إقرار إجبارية التقصي المبكر. ويمكن القياس هنا مع جدوى ونجاعة اجباريّة بعض التلاقيح للأطفال، حيث أصبح من الثابت علميا اليوم أنه كلّما تمّ الرصد المبكر لإصابة الطفل باضطراب طيف التوحّد كلما كانت التدخلات اللاحقة أنجع وأفضل نتائج".

ولاحظت الوزيرة أن إصدار دليل المربّي، الذي سيتم نشره على موقع الوزارة، جاء بعد قرابة عشرة أشهر من إمضاء اتفاقية شراكة للغرض مع الجمعية التونسية للطب النفسي للأطفال والمراهقين وبعد إذكاء البعد التشاركي وتنظيم ورشة نقاش حول مشروع هذا الدليل الذي يعدّ خطوة جديدة لتكريس تكافؤ الفرص والمساواة بين أطفال تونس في التربية قبل المدرسيّة، وفق تعبيرها.

ونوهت بالشراكة القائمة مع وزارة الصحّة في هذا المجال من خلال التوقيع في مستهل شهر ديسمبر 2022 على منشور مشترك حول صيغ قبول الأطفال ذوي من طيف التوحد بمؤسسات الطفولة المبكرة ، متوجّهة بالشكر إلى منظمة اليونيسيف على تفاعلها مع هذه المبادرة ولأعضاء الجمعيّة التونسيّة للطبّ النفسي للأطفال والمراهقين على ما بذلوه من جهود لإنجاز هذا الدليل القيّم، وعلى رأسهم الفقيدة الطبيبة والحقوقيّة أحلام بالحاج التي يعتبر هذا الدليل الذي أشرفت على إعداده هدية لروحها"..

 

التعليقات

علِّق