نجاح جديد للفنان رؤوف ماهر في "بندقية الشرق" بنزرت
إختارت إدارة مهرجان بنزرت الدولي خلال برمجة الدورة الحادية و الأربعين أن تراهن على العروض التونسية فتعددت السهرات و الأسماء من الكبير لطفي بوشناق إلى العرض الصوفي "الزيارة" و عرض " الزردة " لنجلاء التونسية ؛و سهرة مرتضى الفتيتي وصولا الى فن الراب و عدد من المسرحيات على غرار "فيزا " لكريم الغربي .
و كان حفل ليلة أمس 13 أوت المتزامن مع عيد المرأة من نصيب إبن الجنوب الفنان رؤوف ماهر الذي سبق أن إعتلى ركح مسرح عبد الحفيظ بن عيسى ببنزرت للمرة الثالثة ٱخرها صائفة العام الفارط؛ حيث متع الجمهور و إقتلع بإقتدار العلامة التامة لنجاح العرض الفرجوي الذي قدمه بعنوان "صنديدة" .
رؤوف ماهر ضرب موعدا جديدا هذا العام مع "البنازرتية" و قد قوبل بترحاب كبير و خاص في الجهة ترجم من خلال الإقبال بأعداد غفيرة على حفله ضمن فعاليات المهرجان .
الإنطلاقة كانت إستثنائية حماسية حيث قدم الفنان رسالة من تونس للعالم دعما للقضية الفلسطينية من خلال عرض فيديو كليب "غزة جرح الملايين" على شاشة عملاقة تم تركيزها على الركح تليها أغنية "دڨوا الدبابة".أغنيتان أداهما رؤوف ماهر بحماس واضح و اتقان ؛ و تفاعل معه الجمهور الحاضر و صفق كثيرا لهذا الإختيار.
و قد إختلفت سهرة إبن الجنوب في دورة مهرجان بنزرت الحالية عن عرضه السابق "صنديدة" شكلا حيث إقتصر على فرقة الفنون الشعبية"أولاد زغدود بمدنين" و فرقة "الزڨايري" بحزوة و على اللباس التقليدي للكورار المصاحب. و بدى العرض عصريا متطورا بفضل الإضاءة الخاصة و الشاشة العملاقة و الصور التي عرضت مشاهد مختلفة من التراث التونسي مثل الأسواق العتيقة و صور الفرسان و عدد من المعالم ببلادنا؛ رافقها إطلاق الشماريخ الورقية .
أما مضمون العرض فكان تونسيا أصيلا كالعادة حيث جال رؤوف ماهر مع فرقته الموسيقية المتمكنة بين أغانيه المعروفة من "مولات الڨربة" و "هاوينها" و "في المكنون" مرورا إلى "شط السويحل" و "يا غزيل" بالإضافة ل"عيونك تحاموا فيا" و "الولادة" و أغنية"خطافة" التي طالب الجمهور بأدائها منذ انطلاق السهرة . كما قدم الفنان التونسي أيضا جديده و تمثل في أغنية "يا صباح الخير" و أغنية "إنت الحب" التي كانت عبارة عن لوحة فنية متكاملة بحضور العلم التونسي الذي غطى كامل الركح تقريبا .
و تتالت الأغاني خلال سهرة الفن التونسي الأصيل وصولا إلى أغنية "صنديدة" و "ريت النجمة" و "يا دوبها" و "واش خص" و "عروبية" و "سيدي منصور" و "سيدي علي عزوز".
و خلال أدائه لأغنية "صنديدة" قام الفنان رؤوف ماهر بلفتة فريدة من نوعها حيث طلب من الصحفيات الحاضرات لمواكبة العرض إعتلاء الركح عند أداءه لهذه الأغنية تكريما لهن بمناسبة عيد المرأة.
كما إختار رؤوف ماهر أن يعبر عن شكره لأهالي بنزرت على الحضور من خلال أداء "الجو البنزرتي" الذي زاد كثيرا من تفاعل الجمهور .
يعتبر رؤوف ماهر من بين الفنانين التونسيين القلائل من جيله الذي أجمع الجمهور بمختلف الأعمار على نجاح أغانيه في النمط الذي إختاره . و ما يحسب لهذا الفنان اليوم هو صموده و ثباته لبلوغ هذا النجاح و محاولاته المتكررة للبحث و التجديد في الفن التونسي إحتراما لجمهوره و إرضاءا لقناعاته ؛ زد على ذلك صوته المتميز و حضوره الركحي الملفت و تفاعله التلقائي مع الحضور .كل هذه المميزات و غيرها جعلت لرؤوف ماهر بصمة خاصة تفرد بها عن السائد؛ و مكانة كبيرة لدى الجمهور التونسي .
و في تصريح إعلامي أكد رؤوف ماهر على المحبة الخاصة التي يكنها لجمهور عاصمة الجلاء الذي دعمه في بداياته ؛ مؤكدا أن علاقته بالجمهور تجاوزت مفهومها العادي لتصبح علاقة عائلية وطيدة يملؤها الحب .
سهرة أخرى ناجحة تحسب لمهرجان بنزرت الدولي على مستوى إختيار العرض و التنظيم في إنتظار السهرات القادمة و إسدال الستار على الدورة 41 للمهرجان بتاريخ 20 أوت الجاري من خلال حفل الفنانة التونسية نجاة عطية.
ايناس
التعليقات
علِّق