نادي حمام الأنف يرفع قضيّة في التحيّل
قررت الهيئة المديرة لنادي حمام الانف رفع قضية عدلية حول صفقة بيع اللاعب ماهر حداد من النادي الصفاقسي للنادي الافريقي وذلك بعد رفض اللجنة الوطنية للاستئناف القضية المرفوعة بسبب انقضاء الاجال القانونية .
وتعليقا على القرار كتب الاستاذ ماهر الصمعي رئيس اللجنة القانونية ما يلي :
صدر يوم أمس الثلاثاء 26 ماي 2015 الحكم عن اللجنة الوطنية للإستئناف بإقرار الحكم الصادر سابقاً عن اللجنة الوطنية للنزاعات برفض القضية المرفوعة من النادي الرياضي لحمام الأنف ضد النادي الرياضي الصفاقسي (قضية ماهر الحداد) لكون الشكاية كانت خارج الأجل القانوني. المسألة ليست بهذه البساطة الظاهرية بدليل تواصل النزاع بين النادي الرياضي لحمام الأنف والنادي الرياضي الصفاقسي منذ سنتين دون توقف، إلى درجة أن المتابعين للشأن الرياضي قد نسو وقائع هذا الملف و حتى الصحافة اصيبت بالزهايمر تجاهه. لذا، اسمحوا لي بالتذكير بالوقائع :
يوم 4 جانفي 2011, تم ابرام صفقة إنتقال اللاعب ماهر الحداد من النادي الرياضي لحمام الأنف إلى النادي الرياضي الصفاقسي مقابل مبلغ قدره 400 ألف دينار و 20% من القيمة المضافة في حالة بيع النادي الرياضي الصفاقسي للاعب إلى فريق أخر.
في صائفة 2012, جاء عرض من الترجي الرياضي التونسي وأخر من النادي الإفريقي للنادي الرياضي الصفاقسي لشراء اللاعب. تم إفتتاح المزاد ثم جاء عرض النادي الإفريقي بمبلغ 2500 ألف دينار. يوم 27 أوت 2012 إنتقل اللاعب ماهر الحداد إلى المركب الرياضي للنادي الإفريقي ليبدأ التمارين مع فريقه الجديد. كما شارك في تربص مغلق معه من 2 إلى 5 سبتمبر 2012 في جهة حمام بورقيبة وشارك يوم 4 سبتمبر 2012 مع النادي الإفريقي في مباراة ودية ضد جمعية مولدية الجزائر. يوم 27 أوت 2012 كذلك، أعلن الناطق الرسمي للنادي الرياضي الصفاقسي انذاك المدعو شفيق جراية على أمواج إذاعة شمس إف إم أنه "تم الإتفاق مع النادي الإفريقي على ابرام صفقة إنتقال اللاعب ماهر حداد صحبة لاعب أخر مقابل مبلغ 3 ملايين دينار". يوم 6 سبتمبر 2012 عاد ماهر الحداد من التربص، أمضى على كتب فسخ لعقده مع النادي الصفاقسي وقد جاء في هذا الكتب أنه دفع شخصياً مبلغ 2500 ألف دينار للنادي الصفاقسي. يوم 7 سبتمبر 2012, أي من يوم غد، أمضى اللاعب ماهر الحداد عقده مع النادي الإفريقي. اتصلت هيئة النادي الرياضي لحمام الأنف بهيئة النادي الصفاقسي التي وعدت بتسديد مبلغ قدره 300 ألف دينار على دفعات شهرية كل دفعة 60 ألف دينار يتم اقتطاعها من الشيكات التي سيقوم النادي الصفاقسي بصرفها (5 شيكات بكل منها 500 ألف دينار). هذا كان إتفاق الصلح رغم أن المبلغ الذي يستحقه نادي حمام الأنف هو 420 ألف دينار.
كل ما هو مذكور أعلاه مثبت بالوثائق والتسجيلات والمعاينات القانونية إلى جانب ملف صحفي كامل.
تسلم النادي الرياضي لحمام الأنف من النادي الصفاقسي أول شيك يوم 4 فيفري 2013 مضمن به مبلغ 40 ألف دينار. بعد ذلك في شهر ماي 2013 تم تسلم عدد 2 كمبيالات من النادي الصفاقسي مضمن بكل واحدة منها 10 ألف دينار تصرف تباعاً يوم 15 سبتمبر 2013 و 15 أكتوبر 2013. تم صرف الشيك. و بخصوص الكمبيالات فقد عادت بعدم الخلاص لأنه تم غلق الحساب الجاري.
قام النادي الرياضي بحمام الأنف بإرسال تنبيه عن طريق عدل منفذ إلى مقر النادي الرياضي الصفاقسي يوم 18 جوان 2013 ليحث النادي الصفاقسي على الخلاص، دون جدوى. إدارة النادي الرياضي لحمام الأنف اتصلت بي في أوائل شهر أوت 2013 لتكلفني برفع قضية أمام الهياكل القضائية بالجامعة. أعددت الملف و الوثائق اللازمة واستخرجت اذون على عريضة للحصول على نسخ من العقود إلخ وتم إيداع الشكاية في سبتمبر 2013.
النادي الرياضي الصفاقسي أنكر كل شيء وتمسك بأن اللاعب كان لاعباً حراً عند التحاقه بالنادي الإفريقي و بأن المبالغ التي سلمها إلى نادي حمام الأنف كانت في قالب "مساعدة" ، نعم هكذا.
ثم وفي الجلسة الخامسة قدم النادي الصفاقسي تقريراً جديداً يطلب فيه رفض الدعوى لأنها كانت مرفوعة خارج الأجال. أجل رفع الدعوى في القانون الرياضي هي 6 أشهر إنطلاقاً من نهاية الموسم الذي حصل فيه النزاع.
النقاش القانوني تمحور حول اشكال "هل أن اللاعب عند امضائه على كتب الفسخ في 6 سبتمبر 2012 هل كنا لا نزال في الموسم الرياضي 2011-2012 أم اننا في الموسم الجديد 2012-2013 ؟ مع العلم أن الموسم الرياضي حسب القوانين ينطلق في 1 جويلية وينتهي في 30 جوان من كل سنة. وللمكتب الجامعي أن يمدد أو يقلص فيه.
في قضية الحال، وبعد البحث، اكتشفت أن قرار التمديد في موسم 2011-2012 قد صدر عن "لجنة التصرف" اثر اجتماعها في أوت 2012 وليس عن المكتب الجامعي. من ناحية أخرى، وجدت أن كل ما حصل هو ترحيل لمباريات متأخرة خاصة بالرابطة المحترفة الأولى إلى شهر سبتمبر 2012 لا غير، بدليل أن إجازة اللاعبين المشاركين في تلك المباريات كانت إجازات موسم 2012-2013, وحتى عقد اللاعب الحداد نفسه يخص ذلك الموسم كأول موسم له في الإفريقي حسب العقد. كما وجدت أن اللاعب "ديدي لبيري" تم تمكينه من إجازة ثالثة لكي يلعب في صفوف النادي الصفاقسي "في نفس موسم البطولة 2011-2012"، إلى جانب قرارات صادرة سابقاً عن الهياكل القضائية الرياضية تقر بأن موسم 2011-2012 قد إنتهى يوم 30 جوان 2012.
ارتكزت على مبدأ المساواة بين المتقاضين و على مبدأ الطمأنينة القانونية إذ لا يعقل أن يتم الحكم في ملف بكون موسم 2011-2012 قد إنتهى يوم 30 جوان 2012 وفي ملف أخر يتم التصريح بأن هذا الموسم قد إنتهى يوم 30 سبتمبر 2012 لما يمثله ذلك من خطورة على إستقرار المعاملات والمصالح. مثال ذلك : قضية اللاعب محمد السليتي ضد الملعب التونسي: في هذي القضية تم رفض الدعوى المرفوعة من اللاعب مطالباً بمستحقاته المالية والتي تمثل مبلغاً هاماً لأنه رفع الشكاية خارج الأجال بيوم واحد. فقد رفع السليتي قضيته يوم 28 ديسمبر 2012 مطالباً بأجور ومنح متعلقة بموسم 2011-2012. فكان الحكم برفض الدعوى لأنه كان عليه أن يقوم برفع دعواه يوم 27 ديسمبر 2012 على أقصى تقدير (أي 30 جوان + 180 يوماً). بصدور قرار ماهر الحداد، أصبح محمد السليتي صاحب حق إذ أن قيامه أصبح قبل نهاية الأجال، بل كان قبل نهاية الأجال بثلاثة أشهر كاملة.
رغم كل شي، ودون الدخول أكثر في التفاصيل والدفوعات القانونية والمؤيدات التي قدمناها.. نحن نعلم أن "الشكل" والاجراءات تسبق الأصل، و نحترم قرارات الهياكل القضائية مهما كان نوعها. ولنا ثقة في حسن نية القائمين على إرجاع الحقوق إلى اصحابها بالجامعة والكناس. ولكن سيواصل النادي الرياضي لحمام الأنف دفاعه عن حقوقه إلى أخر مرحلة وسيتم ربما التوجه للقضاء العدلي لتقديم شكاية جزائية مادامت الأجال لا تزال متوفرة لذلك إن لم يتم التوصل إلى حل في هذا الملف. الرياضه مريضة في وطننا والجميع مسؤولون عن هذا. وشخصياً أقسم بأنه حتى وإن كلفني ذلك ما كلفني لن اتراجع قبل حصول نادينا على حقوقه كاملة.
ماهر الصمعي
كاتب عام النادي الرياضي لحمام الانف
التعليقات
علِّق