موقع بريطاني : الإمارات طلبت من السبسي الإنقلاب على الترويكا وقمع النهضة

الحصري - سياسة
منذ جوالي أسبوع كتبنا عن صعوبة الحصول على تأشيرة الدخول إلى الإمارات العربية المتحدة بالنسبة إلى التونسيين وتساءلنا ماذا تريد منّا الإمارات بالضبط . وقلنا إن لدينا معلومات تفيد بأن الشقيقة الخليجية تريد أن تتدخل في شؤوننا وأن توجّه سياستنا الخارجية خاصة في ما يتعلّق بمساندة أحد أطراف النزاع في ليبيا على حساب الأطراف الأخرى وإمكانية إعادة السيناريو المصري في تونس من خلال " انقلاب " على حكم الترويكا وطرد حركة النهضة من الحكم ومن الحياة السياسية مثلما فعل النظام المصري مع الإخوان في مصر .
وفي نفس الإطار كتبت صحف أجنبية ومنها موقع "ميدل إيست آي " البريطاني الذي قال إن " تسريبات بشأن مطالبة الإمارات الرئيس التونسي باجي قايد السبسي باتباع السيناريو المصري وقمع "حركة النهضة" أثارت جدلا وخلافا شديدين واتهامات متبادلة ودعوات إلى تحقيق برلماني عاجل."
السبسي والمثال المصري
و أضاف الموقع قائلا : " بدأ الأمر عندما ادّعى الإعلامي التونسي سفيان بن فرحات أن مسؤولي الإمارات حثوا الرئيس التونسي على اتباع النموذج المصري مقابل المساعدات.
وانتشرت دعوات تطالب بالتحقيق بشأن الدور الإماراتي في تونس بعدما اتهم الإعلامي سفيان بن فرحات الدولة الخليجية بمحاولة استخدام تأثيرها على الدولة الشمال إفريقية لتنفيذ حملة قمعية ضد حزب النهضة الإسلامي.
بن فرحات الذي يدّعي أنه قريب الصلة من السبسي ذكر هذا الأسبوع أن أبو ظبي سعت لإقناع السبسي بمحاولة الاستيلاء على السلطة من النهضة صاحب العدد الأكبر من البرلمانيين المنتخبين الذي أمسك بميزان القوى بين 2011 و 2014.
وأدلى الإعلامي المذكور بتلك التصريحات على فضائية نسمة المملوكة من قبل رجل أعمال ساعد على تأسيس حزب نداء تونس الذي يترأسه السبسي.
وزعم بن فرحات أن الرئيس التونسي أفشى خلال محادثة خاصة أن المسؤولين الإماراتيين طلبوا منه "تكرار السيناريو المصري" مقابل المساعدات المالية."
القمع مقابل المال ؟
وأضاف الموقع البريطاني أن السلطات المصرية بقيادة الرئيس وقائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي قادت قمعا واسع النطاق ضد المحتجين وركزت بؤرتها على جماعة الإخوان "المحظورة حاليا".
وتسببت سنوات من الاضطرابات في ركود الاقتصاد المصري واستقبلت مصر مليارات الدولارات من المساعدات من دول الخليج الثرية لا سيما السعودية والإمارات.
ويذكر أن المطالب الإماراتية المزعومة أعقبت تولي السبسي السلطة في ديسمبر 2014 أعقاب أول انتخابات رئاسية حرة في تونس.
ووفقا لفرحات فقد رفض السبسي اتباع نفس النهج لكن الرئاسة التونسية رفضت التعقيب على تلك التقارير.
ويرتبط السبسي بعلاقات وطيدة مع حكام الإمارات التي طار وزير خارجيتها عبد الله بن زايد إلى العاصمة التونسية في مارس الماضي في زيارة لم تكن مدرجة على جدول الأعمال.
وأثناء الحملة الرئاسية الناجحة للسبسي لاحقته فضيحة تمويل بعد اكتشاف تلقيه هدية إماراتية تتألف من سيارتين مصفحتين.
من جانبه دعا السياسي المعارض أنور غربي إلى تشكيل لجنة برلمانية تضم كافة الأحزاب للتحقيق في تقارير حول سعي أبو ظبي لاستخدام نفوذها من "أجل تدمير بلدنا". وأضاف : " التدخل الإماراتي في الشؤون التونسية خطير للغاية ويمثل اعتداء واضحا ضد الدولة وشعبها".
واعتبر الموقع البريطاني أن ذلك الخلاف يلقي الضوء على المخاوف التي تنتاب الكثيرون من انزلاق تونس، التي بلغ مؤشر الركود الاقتصادي لديها رقما هو الأسوأ خلال ثلاث سنوات، إلى مسرحية إقليمية أوسع نطاقا.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق