مهرجان الضحك : ثنائي " فركة صابون " يلهب المسرح من خلال الإيحاءات السياسية
كان لمحبي المسرح والضحك موعد متجدد للعام الثالث على التوالي او اكثر،مع المسرحية الكوميدية "فركة صابون" وكان ذلك خلال سهرة امس الاربعاء ،في اطار فعاليات الدورة الاولى لمهرجان الضحك بمسرح الهواء الطلق بالحمامات ، "فركة صابون" نص و إخراج معزّ التومي ، تمثيل معزّ التومي وعزيزة بولبيار
تدورأحداث المسرحية في "مغسلة" بدار المسنين حيث تعيش زينة وعزيزة، وهما امرأتان طاعنتان في السن طريفتان حد الجنون وتنبضان بالحياة، قررتا بمحض إرادتهما أن تتطوعا للعمل "بالمغسلة" هروبا من الحياة الرتيبة والشعور بالوحدة وبعد ان اجبرتهن الظروف على الاستقرار لسنوات طويلة بين جدران اقامة المسنين فأصبحت عالمهن الوحيد .
زينة تخلى عنها ابنائها وعزيزة امرأة تقدمت في السن ولم تتزوج ، تستعرض كل منهن جوانب من حياتهما المليئة بالوجع وتبوح كل منهن بدواخل روحها للأخرى في مشاهد مضحكة حينا ومؤثرة احيانا أخرى وقد قتلتهن رتابة الاجواء الصاخبة في المغسلة،من اصوات آلات الغسيل المتكررة التي تحاكي نسق حياتهن الركيك والروتيني تائهة بين اروقة المغسلة وفوق حبل الغسيل ، وحول فقاقيع الصابون التي تناثرت هنا وهناك، ينتفخ حجمه وسرعان مايتلاشي كأحلامهن .
وصفن ما مرت به تونس من مختلف المراحل بعد الثورة، فذكرن الانتخابات وماحملته من امال وما تداول من شبهات فساد حول الاحزاب وموجة السباب والشتم في كل الاتجاهات التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي وموجة التكفير والتجريم وما الت اليه من فتاوى تتناقض وطبيعة مجتمعنا .
غسلن ونشرن وعصرن وطوين وبعثرن ذكريات سنين مضت، حملت ألامهن وأمالاهن ،في قراءة ركحية ساخرة، مشحونة بالإيحاءات السياسية اراد من خلالها المخرج ربما ان يضع اصبعه فوق الداء مباشرة،فترك المشاهد يرى نفسه بنفسه ليسخر من نفسه،او ربما ليضع نفسه في مسائلة سسيولوجية ونفسية وإيديولوجية وغير ذلك مستعملا عبارات "مستفزة" وأمثلة شعبية متداولة اضحكت الجمهور الذي قدم بأعداد محترمة لمواكبة العرض فتفاعل مدة ساعتين من الزمن مع ماقدمه الثنائي معز التومي وعزيزة بولبيار فوق الركح .
سندس زمال
merci
Soumis par amine werfelli (non vérifié) le 21 مارس, 2017 - 21:38