من هي المرأة الليبية التي أهدت التونسيين فرحة الفرجة على لقاء تونس وغينيا ؟
يوم أمس عاش العديد من التونسيين حالة قصوى من الغضب بعد أن علموا بأن قناتهم " الوطنية جدا " لن تنقل لهم لقاء منتخبهم ضد منتخب غينيا الاستوائية رغم أن اللقاء يدور على بعد خطوات من مقّر التلفزة الموقّرة .
وفي خضم الغضب والحيرة تناقل الناس خبرا مفرحا وهو أن قناة ليبيّة ستتولّى نقل هذا اللقاء مباشرة . وبسرعة علم الناس أيضا بأن وراء هذه العملية الجميلة امرأة ليبية تدعى " هدى السراري" وهي مديرة قناة 218 الليبية التي اشترت حقوق البث للمباراة المذكورة في نوع من الهدية لكافة التونسيين . وقد نقلت عنها وسائل التواصل الإجتماعي هذا اليوم أنها سئلت لماذا فعلت ذلك وكم كلّفها الأمر فقالت : " شئ ما يغلى على تونس" . ثم أضافت مؤكدة أن اللقاء المقبل ضد زمبيا يوم 7 سبتمبر اشترت أيضا حقوق بثّه وستهديه لكل التونسيين .
ومن هذا المنطلق لا بأس من أن نعطي التونسيين ولو فكرة بسيطة عن هذه المرأة الكريمة .
ولدت هدى السراري في 16 من شهر جوان عام 1974 في ليبيا ( يقال تحديدا في ورفلّة ) حيث ترعرعت ودرست إدارة الأعمال. وفي 2003 تزوجت الكاتب والصحافي الليبيّ المعارض مجاهد البوسيفي الذي قضى أكثر من عقد ونيف لاجئا سياسيا في المملكة الهولندية وذلك بسبب كتاباته الناقدة لسياسات نظام القذافي . وأنجبت له طفلين وعاشت معه في هولندا . ثم انتقلت للعيش معه في قطر حيث عمل زوجها في شبكة الجزيرة الإخبارية .و هدى السراري صحافية و شاعرة عملت في عدة مؤسسات إعلامية وهي اليوم المؤسس والمدير العام لقناتي 218 TV و 218News واللتين تتخذان من الأردن مقرّاً رئيسيّاً لهما. و تهتم قناتا 218 بالشّأن الليبيّ الداخلي وتقدّمان على مدار الساعة نشرات إخبارية وبرامج منوّعة وهادفة . وتعتبر هدى السراري أول امرأة ليبية تؤسس محطة فضائية وتقوم بإدارتها.
وقد تمّ اختيار هدى السراري واحدة من أهم 30 شخصية نسائية الأكثر تأثيرا في العال العربي بعد أن روت قصة مختلفة عن ليبيا التي اعتادت المنابر الإعلامية أن تصورها بلدا يعيش صراعا حادا فاختارت السراري أن تروي قصة شعب مصمم على أن يعيش حياة طبيعية في خضم الحرب وحرصت على إبراز ثراء وتنوّع الموروث الثقافي للمجتمع الليبي وأيضا خلق فسحة من البهجة بعيدا عن قسوة الحرب عبر المجموعة الإعلامية الناطقة باللغة العربية "218".
التعليقات
علِّق