من هي الأطراف التي لا ترغب في مشاركة الجيش في الحرب ضد كورونا ولماذا تخاف من الجيش أصلا ؟

من هي الأطراف التي  لا ترغب في مشاركة الجيش في الحرب ضد كورونا ولماذا تخاف من الجيش أصلا ؟

 استقبل  رئيس الجمهورية قيس سعيّد  مثلما نعلم يوم أمس الأربعاء وزير الصحة المقال فوزي مهدي  وأكّد له أن "  الاكتظاظ الذي حصل يوم  العيد  بمراكز التلاقيح بمختلف ولايات الجمهورية كان مقصودا ". وأنه أمر غريب يتزامن مع أول أيام عيد الأضحى  حيث أن عشرات الآلاف من الشباب توجهوا في نفس التوقيت إلى مراكز التلقيح متسائلا بالقول: " هل هو عيد الأضحى أم عيد التضحية بالتونسيين" ؟..

وألمح رئيس الجمهورية إلى ما اعتبره " عدم رغبة أطراف في تشريك الجيش في الحملة الوطنية للتلقيح " وهذا هو بيت القصيد تقريبا لنطرح السؤال بكل وضوح : من بالضبط يخاف من تشريك الجيش الوطني في هذه الحملات  ( وغيرها ) وبالتالي تعمل على " تحييده " وإبعاده ولماذا يخافون تحديدا من الجيش الوطني؟.

أما الإجابة عن نصف السؤال المتعلّق بالجهة أو الجهات أو الأطراف التي تخاف من تشريك الجيش وتعمل على إبعاده فهي صعبة لأنه ليس لنا معلومات ندلي بها في هذا الصدد خلافا لرئيس الجمهورية الذي سلك ( كالعادة ) سياسة التلميح ولم يفصح عن هذه الأطراف بالرغم من أنه يملك بالتأكيد كافة المعلومات في هذا الشأن.

وأما لماذا يخافون من الجيش الوطني تحديدا فالإجابة هنا بديهيّة ومعروفة وهي أن الجيش الوطني المعروف بوطنيّته العالية وانضباطه وعدم انسياقه وراء أي " تيّار " سياسي أو فكري أو عقائدي سيفسد على البعض ألعابهم ومخططاتهم لأن البعض منهم استثمر وما زال يستثمر في الوضع الصعب عموما في البلاد وفي أزمة كورونا بالذات فلا يقبل بالتالي أن يأتي الجيش ليقطع عليه الطريق ويحرمه من ثروات وامتيازات إضافية جناها وما زال يجنيها بفضل الجائحة والانتهازية القاتلة التي تعمي بعض البصائر وتجعلها في موقع المجرم المتلبّس بجريمته. فمع الجيش الوطني " اللعب لا " ولا مجال للتلقيح خلسة أو تحت جنح الظلام ... ولا مجال للمجاملات والمحاباة وتلقيح فلان لأنه من العائلة أو الأصدقاء وترك فلان لأنه " مقطوع من شجرة " ... ومع الجيش الوطني لا مجال للمتاجرة بالأدوية أو التلاقيح أو المواعيد ... ولا مجال للتلاعب بالأرقام أو الإيهام بأشياء غير موجودة لغايات أخرى ... باختصار شديد فإن الجيش الوطني شوكة في حلق كلّ من انتزع الوطنية من دمه أو باع نفسه وذمّته فاستوت عنده الأمور فلا فرق عنده بين أن يبيع سلعة أو أن يبيع وطنا.

وفي كافة الأحوال أنا شخصيّا مع أن يواصل الجيش الوطني ما بدأه وأن يوسّع نطاق هذا النشاط ... ومع ما أعلنه الرئيس أول أمس عندما قال إن الصحة العسكرية ستتولى إدارة الأزمة في الفترة القادمة. وأعتقد جازما أن  الجيش  الوطني لو كان تولّى إدارة أمور الصحة منذ أشهر لما كنّا اليوم في هذه الوضعيّة البائسة بكل المقاييس.

ج - م  

 

التعليقات

علِّق