من منطلق حلال علينا حرام عليكم : ما شعور الأمنيين عندما يرون هذه الصورة التي طالما أنكروها ؟؟؟

من منطلق حلال علينا حرام عليكم : ما شعور الأمنيين عندما يرون هذه الصورة التي طالما أنكروها ؟؟؟

هي صورة بليغة جدا وربّما أبلغ وأعمق معنى من ألف مقال . صورة أخذت من مواجهات الأمس بين فرقة أمنية وأمنيين آخرين معتصمين قرب منطقة الأمن الوطني بصفاقس. الصورة تقول إنه تم الإعتداء على الأمنيين المعتصمين من قبل زملائهم الذين تدخّلوا بالقوة لفض الإعتصام ... وهي تقول أيضا إن هذا الأمني الظاهر في الصورة أراد أن يعرف كل التونسيين أنه " عيب كبير " أن يتم استعمال الغاز المسيل للدموع من قبل زملاء ضدّ زملاء.

ويبدو أن هذا الأمني نسي في لحظة ( وهو يشكو أمره ) أشياء كثيرة لعلّ أهمّها :

- إن هذه الصورة شاهدها التونسيون آلاف المرّات لكن ضد مواطنين تعرّضوا إلى الإعتداء بالغاز المسيل للدموع دون أن تثير في نفس هذا الأمني ( ليس في شخصه بالذات وإنما في رمزه )  أيّة ذرّة من الشفقة على الناس أو أية ذرّة من الغرابة أو الاستنكار... بل أكثر من هذا  إذ كانت هذه النقابات ذاتها تخرج علينا في وسائل الإعلام لتنفي وتنكر أصلا حدوث أي اعتداء على أي مواطن بما يعني أن الموطن هو الذي اعتدى على نفسه في النهاية.

- كانت وزارة الداخلية ( وما زالت إلى اليوم ) تخرج في وسائل الإعلام أو تصدر بيانات بعد أي اعتداء على المواطنين لتحاول " تلطيف الأجواء " فتقول لنا إن تلك الإعتداءات ليست سياسة  الوزارة وإنما هي أعمال معزولة ...ولن تتكرّر ...لكنّها في كل مرة تتكرّر.

- بقطع النظر عن مطالب النقابيين الأمنيين وعن الطريقة التي حدث بها التدخّل لفض اعتصامهم أريد أن أسأل هذا الأمني ومن ورائه كافة " الزملاء " الذين ساءهم استعمال الغاز المسيل للدموع سؤالا واضحا وصريحا:

ما هو شعورك وأنت تحاول أن تقنع الناس بأنك  ( وزملاءك ) ضحيّة استعمال الغاز المسيل للدموع ؟؟؟.

أكتفي بالسؤال  لأني ربّما أعرف جوابك مسبقا ... وربما أيضا أعرف ما سيقوله الناس إجابة عن هذا السؤال.

شكري الشيحي 

التعليقات

علِّق