من بدايتها أظهرت إفلاسها : هل نسمّي ما حصل مناظرة أم إعادة لبرنامج قديم إسمه " بين المعاهد " ؟

من بدايتها أظهرت إفلاسها : هل نسمّي ما حصل مناظرة أم إعادة لبرنامج قديم إسمه " بين المعاهد " ؟


جميل جدّا أن يصبح لدينا تقليد من تقاليد الديمقراطية في البلدان المتقدمة وهو فكرة المناظرة أو التناظر بين المترشحين أمام أنظار شعب كامل يمكن أن يكتشف من خلال ما يرى ويسمع الكثير من الأشياء التي لم يكن يعرفها عن المترشحين . وفكرة المناظرة لا تبتعد كثيرا عن  فكرة "الحرب الانتخابية " وقد رأينا في بلدان أخرى كيف اشتعلت النار بين المتناظرين إلى درجة فاقت التوقعات أحيانا أو خرج بعضها عن الموضوع .
أما ما حدث  هذه الليلة على القناة الوطنية فهو أبعد ما يكون عن المناظرة  وروح التناظر حيث اصطف  المترشحون وقوفا وبدؤوا يجيبون عن أسئلة باردة كالصقيع وكأنهم في برنامج ألعاب بين المدارس أو بين المعاهد كانت التلفزة  التونسية تبثّه  خلال سبعينات القرن الماضي وكان فيه حركة وتشويق أفضل 100 مرة مّما حصل الليلة .
لقد كان أولى وأحرى تخصيص وقت  معيّن لكل مترشّح فيحضر ويقدّم برنامجه الانتخابي ثم يعود إلى بيته فرحا مسرورا بعد أن اتضح منذ البداية أننا كنّا فعلا أبعد ما يكون عمّا كان  مطلوبا منّا وهو المناظرة . فما الفائدة من حضور مترشحين تسعة دفعة واحدة للإجابة عن أسئلة لا تحتاج أن يجيب عنها مترشّح لرئاسة البلاد لأن أي تلميذ ثانوي قادر عل الإجابة عنها ؟. وما  الفائدة من " مناظرة " لا يحمى الوطيس فيها بين المترشحين فيتّهم  بعضهم البعض الآخر بأمر ما ثم يردّ الطرف الآخر ليطّلع الشعب على الأقل عن  الخفايا والأسرار عند هذا وذاك ؟. ثم وبكل اختصار ما الفائدة من " مناظرة " حضر فيها كل شيء إلا المناظرة ؟.
ج - م

التعليقات

علِّق