منصات التواصل الاجتماعي قد تحظرك دون علمك.. ما يجب أن تعرف عن "حظر الظل"؟
منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، برزت اتهامات عدة لمواقع التواصل الاجتماعي، بالتضييق على المحتوى المنشور فيها حول العدوان، باستخدام ممارسة تدعى "حظر الظل" أو "الحظر الخفي". فكيف يعرف المستخدم أنه وقع ضحية لهذه الممارسة؟
Shadowbanning (حظر الظل) يشمل الإجراءات الخفية التي تمارسها منصات التواصل للحد من ظهور منشور معيّن، غالباً ما يكون في هذه الحالة، متضامناً مع غزة، أو يكشف مجازر الاحتلال. وتتلخص فكرته في السماح للمستخدم بنشر ما يريد، مع تلاعب بالخوارزمية، بحيث لا يظهر ذلك المنشور أمام المتابعين.
وخلال حظر الظل تخفّض مواقع التواصل رتبة الحساب ولا توصي بمحتواه للمستخدمين الآخرين. ويلاحظ المستخدم حينها أن المشاهدات منخفضة بشكل غير عادي لمنشوراته، بينما المنصة لا تراسله بإبلاغه بأنه خالف إحدى سياساتها حتى يعرف سبب هذا الانخفاض وكيف يتفاداه.
ومن غير المرجح أن تعترف المنصات بحظر الظل أو التحيز في مراجعة محتواها، لكن منظمة هيومن رايتس ووتش وثقّت ما أكّدت أنه "رقابة منهجية" على محتوى فلسطين على "فيسبوك" و"إنستغرام".
كيف أعرف أنني ضحية حظر الظل؟
لا يخبر "إكس" و"تيك توك" المستخدمين بأن حساباتهم محظورة، لكن اعتباراً من 2022، بات "إنستغرام" يبلّغ المستخدمين بذلك من خلال التحقق من قسم "حالة حسابك".
وفي إعدادات التطبيق، يمكن للمستخدم معرفة ما إذا صُنّف محتواه على أنه "غير موصى به" بسبب الانتهاكات المحتملة لقواعد "إنستغرام".
وفي مقال لها عبر موقع ذا كونفيرسيشن، تلفت كارولينا هي من جامعة نورثمبريا، إلى أن المستخدم الذي يتعرّض إلى حظر الظل، سيجد صعوبة في الظهور للمستخدمين الآخرين.
وتقول هي إن أحد مؤشرات هذا الحجب، هو وجوب كتابة اسم المستخدم كاملاً في خانة البحث داخل المنصة، ليظهر للآخرين، بينما في الحالات العادية تكفي كتابة أول حرفين حتى تظهر اقتراحات الأسماء.
وفي أغسطس/آب 2023، قال مالك "إكس"، إيلون ماسك، إن الشركة تعمل على طريقة تتيح للمستخدمين معرفة ما إذا كانوا قد تأثروا بحظر الظل، ولكن لم يقدّم هذه الخدمة بعد.
وفي مقالها انتقدت هي ممارسة حظر الظل مذكّرةً بأن "منصات التواصل الاجتماعي ليست للمتعة فقط، بل هي مصدر للعمل والتنظيم السياسي، وطريقة لنشر المعلومات المهمة لجمهور كبير. عندما تفرض هذه الشركات رقابة على المحتوى، يمكن أن يؤثر ذلك على الصحة العقلية وسبل عيش الأشخاص الذين يستخدمونها".
وأضافت مذكرةً أن "المنصات يمكنها الانحياز إلى جانب معيّن في الأزمات الكبرى، وقد تؤثر على الرأي العام عن طريق إخفاء محتوى معين أو إظهاره. هذه السلطة على ما هو مرئي وما هو غير مرئي يجب أن تهمنا جميعاً".
وكان معلقون قد اقترحوا حلّين لتخطي حظر الظل على محتوى فلسطين الذي يفرضه "إنستغرام"، وهما نشر محتويات أخرى عادية في قسم الستوريز تتخلّلها منشورات غزة، وإعادة تسجيل الفيديو بخاصية تسجيل الشاشة في الهاتف ثم نشره مجدداً.
التعليقات
علِّق