مقاومة الفشل الدراسي والانقطاع المبكر عن الدراسة : موضوع يوم دراسي لمؤسسة " أمانة " بالتعاون مع وزارة التربية
نظمت مؤسسة " أمانة " التابعة لمجمع الوكيل بالتعاون مع وزارة التربية يوما دراسيا حول " مقاومة الفشل الدراسي والانقطاع المبكر عن الدراسة : الخيار والحل ".ويعتبر هذا اليوم أحد عناوين الشراكة بين وزارة التربية والقطاع الخاص .
وأكد وزير التربية ناجي جلول في افتتاح هذا اليوم الدراسي إن الوزارة انخرطت بالفعل في إطار شراكة حقيقية مع مؤسسة " أمانة " والاتحاد العام التونسي للشغل وغيرهما من المؤسسات لتحقيق هدف سام وهو زرع ثقافة المؤسسة وثقافة العمل من خلال ترابط المدرسة مع المؤسسات الاقتصادية ونشر ثقافة المبادرة لدى الأطفال . وأوضح الوزير أن هناك عدة مشاريع أخرى موجودة وتدخل في نفس الإطار من أجل تحقيق التوازن والملاءمة مع برنامج الأصلاح التربوي الذي شرعت الوزارة في تنفيذه .
وأتى الوزير على الأسباب التي تؤدّي إلى الفشل الدراسي والانقطاع عن الدراسة ومن أهمّها النظام التربوي الذي كان معتمدا ( نظام الفرق على سبيل المثال ) والفضاء المدرسي والمحيط وغير ذلك من الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة التي ما فتئت تستفحل في مجتمعنا عاما بعد عام .
وأبرز جلول أن الوزارة أعدت خططا وبرامج لمقاومة هذه الظاهرة ومنها على سبيل الذكر التكوين المهني الصحيح وإعادة " الباكالوريا مهني " بحيث قد يتوجّه نصف عدد التلاميذ في المستقبل نحو التكوين المهني الذي سيفتح لهم آفاقا جديدة في الشغل والمجتمع . وأكّد الوزير أن الوزارة ماضية في التخلي عن " المدرسة المغلقة " نحو مدرسة منفتحة على المحيط والمؤسسات الاقتصادية في تعاون يصبّ في مصلحة الجميع ويساعد من خلال الشراكة على تنفيذ برامج الوزارة في إصلاح منظومة التعليم بما أن التربية شأن عام يهم كافة أفراد الشعب ومؤسسات البلاد العمومية والخاصة . وأوضح أن الوزارة تبقى دائما في حاجة إلى الدعم ( ومنه المالي ) من خارج الوزارة ( 3 في المائة فقط من ميزانية الوزارة مخصصة لتحسن الفضاءات التربوية ) وهذا طبعا لا يكفي .
المدرسة صمّام أمان ضد العنف والتطرف
ومن جهته أكّد بسام الوكيل المدير العام لمجمع الوكيل أن اتفاقية الشراكة التي أمضيت بين الوزارة ومؤسسة " أمانة " تنبع من القناعة بأن المدرسة هي صمّام الأمان الأول ضد كافة أشكال العنف والتطرف . وذكّر أيضا بالعديد من أسباب الفشل المدرسي والانقطاع عن التعليم مؤكّدا أن الحل الوحيد الذي يمكن أن يقلّص من هذه الظاهرة في انتظار التخلّص منها تدريجيا هو اعتماد تكوين مهني على أسس صحيحة وإسناد منح للراغبين في تلقي التكوين وليس للذين يرغبون في البطالة دون أن يبذلوا أي مجهود . وأكد أن النظام التربوي الذي اعتمدته تونس خلال ما يقارب 3 عقود أفرز الكثير من حاملي الشهائد العليا لكن للاسف مستواهم العلمي والمؤهلات التي سيعتمدون عليها في العمل ضعيفة جدا . وذكّر كذلك بأن الشهائد قد لا تعني شيئا في بعض الأحيان بدليل أن الكثير من مليارديرات العالم نجحوا دون أن تكون معهم شهائد علمية أو دراسية عليا . وأكد بسام الوكيل استعداده الدائم لمساعدة المؤسسة التربوية لأن ذلك يدخل في إطار العمل المجتمعي وثقافة مؤسسة الجوار والمؤسسة المواطنة المتبّع من قبل مجمع الوكيل .وأشار الوكيل إلى أن المدرسة العمومية تدنّى مستواها مقارنة بالمدرسة الخاصة وأن الحل يمكن في إعادة النظر في البرامج التربوية والابتعاد عن منهج الحشو ورسم أسس شراكة دائمة والتقليص من العدد المهول للمواد . وأشار كذلك بإعجاب إلى برنامج الوزارة في ما يخصّ إعادة الكثير من المنقطعين إلى مقاعد الدراسة ( الوزارة تستعيد أبناءها ) . وبيّن أن الخيار الوحيد يتمثّل في " استعادة " المدرسة العمومية حتى تقوم بدورها كاملا..وعبّر بسام الوكيل عن أمله في أن تساهم المؤسسة في وضع أسس البرامج في ما يتعلّق بالخصوص بإعادة الباكالوريا مهني . وقال أيضا إن ما يحصل في التعليم جريمة في حق أبنائنا الذين نكذب عليهم و نسلّمهم شهائد ونطلب منهم أن يبحثوا عن عمل وهم غير قادرين على ذلك لأن مستواهم ضعيف جدا .
الشراكة لمواجهة المشاكل وإيجاد الحلول
ومن خلال المحاضرات التي قدمت حول أسباب الفشل المدرسي بوجهيه ( الرسوب والانقطاع ) خلص الجميع إلى أن الوزارة لا تستطيع بمفردها أن تجابه المشاكل والصعوبات وأن تجد الحلول الناجعة لهذه الظاهرة الكبرى . فالوزارة ملتزمة بإيجاد الحلول لكنها في حاجة إلى دعم كافة الأطراف الأخرى عسى أن تتمكّن من التقليص من هذه الظاهرة في مرحلة أولى وأن تسعى إلى القضاء عليها في مرحلة ثانية.
التعليقات
علِّق