محمد اليوسفي :" عبير موسي تنصب محاكم التفتيش لوسائل الإعلام"
انتقد الإعلامي والصحفي بديوان اف ام محمد اليوسفي عملية الهرسلة التي تعرض لها الصحفيين سعيد الزواري وسامي شويخ من قبل عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر على خلفية تغطيتهما للتحركات الإحتجاجية أمام مقر فرع الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين.
وقال اليوسفي في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية اليوم الاربعاء 10 مارس 2021 أن موسي رفضت الإدلاء بتصريح لراديو الديوان وقالت للصحفيين حرفيا : " لقد بدأت عملية الفرز لوسائل الإعلام".
وتساءل اليوسفي عن مصير وسائل الإعلام والصحفيين في صورة فوز عبير موسي بالرئاسة أو توليها منصب رئاسة الحكومة إن كانت ستطردهم من القصبة أو تضعهم في السجن.
وفيما يلي نص التدوينة :
ما قامت به السيدة عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر اليوم الأربعاء تجاه الزميلين سعيد الزواري و سامي شويخ خطير جدا وذلك خلال حضورهما في شارع خير الدين باشا بتونس العاصمة لتغطية التطورات المتعلقة بملف فرع الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين.
السيدة عبير موسي عضو مجلس نواب الشعب وهي بهذه الصفة مؤتمنة على الديمقراطية وحرية الإعلام كبقية زملائها من مختلف مكونات الطيف السياسي عمدت إلى رفض الادلاء بتصريح لاذاعة ديوان اف ام ضمن فقرة نقطة ساخنة متوجهة للزميلين بالعبارة التالية :"لقد بدأت عملية الفرز لوسائل الإعلام". تجاه هذا الرفض والسلوك المتشنج الذي لا يمكن تبريره تدخل الأمن الخاص بالسيدة عبير موسي وهو ما استوجب على الزميلين المغادرة بشكل يشبه عملية الطرد من مكان الاعتصام داخل الخيمة.
السيدة عبير موسي التي تقدم نفسها كزعيمة وطنية وهي بذلك تطرح على نفسها مهمة الحكم في المرحلة القادمة بهذا السلوك العدواني تبين بالكاشف انها تمثل كغيرها من السياسيين خطرا حقيقيا على حرية التعبير والاعلام. في هذا السياق يراودني سؤال مستقبلي :ماذا لو تفوز في الانتخابات القادمة وتصبح رئيسة للحكومة مثلا،هل ستطلب من الوزراء مقاطعتنا؟ هل ستقوم بطردنا من قصر الحكومة بالقصبة بتعلة انها اختارت المقاطعة؟
ما معنى أن تقول ان مرحلة الفرز قد بدأت؟ هل يمكن فهم هذا الخطاب كمقدمة للتهديد والوعيد ونصب محاكم التفتيش؟
اذا ما قررت اليوم المقاطعة بتلك الطريقة العنيفة وغير اللائقة بنائب شعب، بعد فوزها بالانتخابات - لو حصل هذا طبعا - ماهي الخطوة القادمة التي ستنتهجها؟ هل يمكن أن تقوم بإغلاق الإذاعة ووضع الصحفيين العاملين فيها في السجن بتعلة الفرز الذي تتحدث عنه؟
ماهو المطلوب منا كصحفيين حتى ترضى عنا السيدة عبير موسي؟ هل انه من الواجب ان نكون بوق دعاية لها من خلال المنبر الاعلامي ومن خلال مشاركتها الاجتماعات والشعارات التي ترفعها مثلما يقوم بذلك بعض المنتسبين إلى المشهد الاعلامي الحالي من الذين تحولوا إلى نشطاء سياسيين في حزبها ؟
5 سنوات منذ انطلاق برنامج هنا تونس ونحن يوميا نستضيف السياسيين من كل المشارب الفكرية والسياسية بما في ذلك السيدة عبير موسي التي كانت ضيفتنا في وقت سابق. على امتداد كل هذه المواسم قيل ما قيل من اتهامات ونقد في حق الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي ونور الدين الطبوبي و يوسف الشاهد وحمة الهمامي الخ لكن لم يتعمد اي طرف سياسي او اية شخصية التعامل معنا بهذه الطريقة العدوانية التي تنطوي على انتهاك خطير لحريتنا كصحفيين في العمل ضمن الضوابط المهنية.
إزاء هذا المنعرج الخطير، انتظر من الزميلات والزملاء في المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين التفاعل مع الشكاية التي تقدمنا بها وكلنا أمل في وضع حد لهذا النزيف الذي ينذر بماهو أخطر.
في المحصلة، واهم من يعتقد اننا يمكن أن نكون وقود حرب في معاركه السياسية الخاصة. والدوام ينقب الرخام كما يقال في المثل التونسي الأصيل.
التعليقات
علِّق