بمناسبة عقد القمة 18 للفرنكفونية بجربة ، تحدث مدير الدبلوماسية العامة و الإعلام في وزارة الخارجية و منسق القمة الفرنكوفونية محمد طرابلسي مساء أمس الخميس  19 ماي خلال ندوة صحفية تحت اشراف ممثلين عن اللجنة الوطنية و اللجنة الدولية لتنظيم القمة الفرنكوفونية عن آخر الاستعدادات للقمة الفرنكوفونية المنتظر ان تحتضنها جزيرة جربة في نوفمبر من  السنة الحالية 2022.

وجاء في كلمة الطرابلسي ما يلي :

سعادة السفيرة السيدة Lamothe  Vanessa رئيسة لجنة قيادة القمم بالمنظمة الدولية للفرنكفونية والوفد المرافق لها،

السيد العميد المنصف ساسي، المنسق العام للجنة الوطنية لتنظيم قمة الفرنكفونية،

السيدات والسادة الصحفيين الكرام،

السيدات والسادة الكرام،

السلام عليكم،

أود قبل كل شيء الترحيب بضيوف تونس الكرام، وفد لجنة القيادة لتنظيم القمم بالمنظمة الدولية للفرنكفونية الذي تترأسه سعادة السفيرة السيدة Lamothe .

تشهد الدبلوماسية التونسية ديناميكية ملحوظة ومتسارعة سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف. وبعد النجاحات المتعددة إقليميا ودوليا في عدد هام من المحطات على غرار عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي من 2020 إلى 2022 وحسن التصرف في عديد الأزمات لاسيما جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا، سيمثل احتتضان تونس للدورة الثامنة لطوكيو لتنمية إفريقيا التيكاد 8 في أوت 2022 وقمة الفرنكفونية يومي19-20 نوفمبر 2022 الحدثين الأبرزين على مستوى التظاهرات المنظمة في تونس خلال هذه السنة.

سأحاول من خلال هذه النقطة الإعلامية استعراض 4 مسائل كبرى تتعلق باحتضان جزيرة جربة للقمة 18 للفرنكفونية:

أولا: الرزنامة:

ستنعقد القمة الفرنكفونية يومي19 و20 نوفمبر القادم بحضور رؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء والتي يبلغ عددهم 88. وسيسبق هذه القمة الاجتماع الوزاري على مستوى وزراء الخارجية يوم 18 نوفمبر.

موضوع القمة: "التواصل في إطار التنوع- التكنولوجيا الرقمية كرافد للتنمية والتضامن في الفضاء الفرنكفوني"(la connectivité dans la diversité: le numérique vecteur de développement et de solidarité dans l’espace francophone ) وهي مجالات تتطابق تماما مع رؤية تونس لمسألة التنمية المتضامنة والتعاون الدولي وأهمية التكنولوجيات الحديثة خاصة بالنسبة لتشغيل الشباب.

 ولا يفوتني بهذه المناسبة إلا أن أنوه بأنه قد نال بلادنا شرف رئاسة أعمال اللجان المكلفة باعداد الاستراتيجية الاقتصادية والاستراتيجية الرقمية للمنظمة الدولية للفرنكفونية التي تم اعتمادهما بالتوالي سنتي 2020 و2021 باعتبار تونس تترأس الندوة الوزارية للفرنكفونية .

أهم النتائج المنشودة لقمة جربة: ستكون قمة جربة محطة هامة في بلورة مستقبل المنظمة الدولية للفرنكفونية من خلال اعتماد توصيات مجموعة العمل حول التوجهات والحوكمة للمنظمة. كما سيتم تعزيز لأنشطة المنظمة لادخال مزيدة والفعالية عليها والحرص على تحقيق نتائج ملموسة. اعتماد اعلان جربة وبلورة برنامج عمل مشترك بما من شأنه أن يعزز المساهمة الفعلية والشاملة للرقمنة في تشجيع التنمية والتضامن داخل الفضاء الفرنكفوني. اعتماد قرارات حولمسائل ذات أولوية تخص المجموعة الفرنكفونية ' الشباب والرقمنة، المرأة، التضامن والذكاء الاصطناعي ...)

تظاهرات القمة: إلى جانب الطابع السياسي لقمة جربة سيتم تنظيم تظاهرتين هامتين، وهما:

1/ المنتدى الاقتصادي: يلتئم المنتدى الاقتصادي يومي 20 و 21 نوفمبر 2022 ، حيث سيمثل مناسبة لتبادل الآراء وربط الصلة وشراكات بين رجال أعمال الفضاء الفرنكفوني. كما سيتم خلال هذا المنتدى الإعلان عن حلف منظمات الأعراف الفرنكفونية الذي تم احداثه من قبل 23 منظمة بتونس يوم 29 مارس 2022.

2/ القرية الفرنكفونية: من 13 إلى 19 نوفمبر 2022. سيستقبل فضاء Djerba Explore القرية الفرنكفونية التي ستضع فضاءات على ذمة الدول المشاركة لعرض مخزونها الثقافي.

التظاهرات الموازية:

من المتوقع أن ينتظم عدد هام من التظاهرات الثقافية والاقتصادية والأدبية والرياضية وغيرها، من هنا إلى تاريخ انعقاد قمة جربة.

2/ ما هي خلفيات ودوافع احتضان جزيرة جربة لقمة الفرنكفونية؟

ان اختيار تونس لاحتضان خمسينية القمة الذي يصادف تاريخ تأسيس وكالة التعاون الثقافي والفني (Agence de Coopération Culturelle et Technique)  التي مثّلت النواة الأولى لمنظمة الفرنكفونية يوم 20 مارس 1970 بنيامي يعد اعترافا للدور المحوري للآباء المؤسسين وهم رئيس الجمهورية التونسية الحبيب بورقيبة، وHamani Diori، رئيس النيجر والرئيس السينغاليLéopold Sédar Senghor  وأمير كمبوديا Norodom Sihanouk، وفق رؤية تثمن التقاسم المشترك للغة الفرنسية وذلك لتعزيز التعاون والتضامن والتقارب بين الشعوب.

لقد اختار سيادة رئيس الجمهورية جزيرة جربة لاحتضان أشغال القمة لما تمثله من رمزية للتعايش الحضاري والثراء الثقافي القائم على احترام التنوع والاختلاف والحرية الدينية وكذلك لانفتاحها الجغرافي على البحر الأبيض المتوسط، وقربها نسبيا من دول إفريقيا جنوب الصحراء التي تضم أكبر عدد من الناطقين باللغة الفرنسية ( أكثر من 30 بالمائة من مجموع الناطقين باللغة الفرنسية°.

إن تنظيم جزيرة جربة -المرشّحة للإدراج في لائحة اليونسكو للتراث العالمي- لقمة الفرنكفونية، قد ساهم في تطوير بنيتها التحتية. كما سيساهم في تعزيز رصيد المستثمرين فيها والترويج لصورتها كوجهة للسواح ولرواد الأعمال الناطقين بالفرنسية.

3/ ماهي الاستعدادات اللوجستية التي أعدتها جربة لاحتضان قمة الفرنكفونية؟

المركز الإعلامي: سيتم وضع مركز اعلامي يتوفر عن كل المستلزمات التي من شأنها تسهيل مهمة السادة الاعلاميين الأفاضل. وستم فتح عملية اعتماد الإعلاميين عبر موقع واب القمة الفرنكفونية. وننتظر مشاركة تقريبا 700 اعلامي

4/ ما هي الرهانات وآفاق التعاون داخل الفضاء الفرنكفوني؟

يضم الفضاء الفرنكفوني اليوم 321 مليون نسمة أغلبهم من الشباب منتشرين في 121 بلدا ومنطقة مما يجعل الفرنسية اللغة الخامسة الأكثر استخداما في العالم والرابعة على شبكة الانترنيت. كما يدرس 93 مليون شخص عبر العالم باللغة الفرنسية ويزاول حوالي خمسين مليون شخصا تعلمهم للغة الفرنسية كلغة أجنبية. وسيشهد عدد سكان الفضاء الفرنكفوني تزايدا مطردا ليبلغ قرابة 700 مليون سنة 2050.

يحتل هذا الفضاء مكانة ذات أهمية على صعيد التبادل التجاري العالمي، حيث يمثل الدخل الخام لدول المنظمة 16 بالمائة من الناتج الخام الإجمالي العالمي وهو ما يعتبر رقما كبيرا مقارنة بعدد السكان. وتنتج بلدان المنظمة 8.7 بالمائة من الثروة في العالم.

تمثل كل هذه الأرقام فرص لدعم التعاون والتكامل الاقتصادي بين دول المنظمة وكذلك لتونس ومؤسساتها وشبابها ولاسيما في إطار المجهودات الكبيرة التي تقوم بها الدبلوماسية التونسية من مساعي لتطوير التعاون الاقتصادي والجامعي والطبي مع دول جنوب الصحراء. 

وفي الختام، أود أن أؤكد أن تونس في أتم الاستعداد لاحتضان قمة الفرنكفونية ، حيث وفرت كل مقومات النجاح لهذا الاستحقاق الدولي لاستقبال ضيوف بلادنا من رؤساء دول وحكومات ووزراء ورجال أعمال ومجتمع مدني واعلاميين واقامتهم في أحسن الظروف.

ولا يفوتني أن أجدد شكري للسطات الجهوية والمحلية وممثلي المجتمع المدني والإعلاميين على حضورهم ومساهمتهم الفعالة في الاعداد لهذه القمة الهامة لبلادنا.

شكرا كذلك لكل أعضاء اللجنة الوطنية ولزملائنا من المنظمة الدولية للفرنكفونية على كل المجهودات المبذولة لإنجاح قمة جربة لأن في نجاحها نجاحنا جميعا.. +