لليوم الخامس على التوالي ، تواصل عبير موسي رئيسة حزب الدستوري الحر عربدتها و صولاتها وجولاتها في أروقة البرلمان ومكاتبه ،وحوّلته إلى " حلبة " مصارعة منذ جلسة التصويت على قانون المالية التي انعقدت يوم الإثنين الماضي .
عبير موسي تحوّلت " كالثور الهائج " الذي ينطح كل من يعترضه في طريقه ، ولم تحترم نواميس المجلس ولا زملائها ولا القانون الداخلي و دخلت في مناوشات مع الجميع ثم قررت الاعتصام أمام مكتب رئيس البرلمان راشد الغنوشي للمطالبة باعتذار رسمي عن تصريح النائبة جميلة الكسيكسي التي وصفت بعض النواب " بالكلوشارات  " كما هددت بمنع عقد أي جلسة في البرلمان إلا قبل الإعتذار لها .
وتأتي هذه التطورات في ظل الجدل حول تشكيل الحكومة في وقت طالب فيها رئيس الحكومة الحبيب الجملي بضرورة الابتعاد عن حالة الانقسام والخلاف وتقديم المصلحة الوطنية على حساب مصلحة الاحزاب..
تصرّفات موسي في أروقة البرلمان وصفها البعض بالتهريج والوقاحة ، فيما أجمعت النخبة السياسية بكافة مكوناتها على التنديد بها ورفضها .
البداية كانت ربئيس الكتلة الديمقراطية غازي الشواشي الذي دعا رئيس مجلس نواب الشعب الى تحمل مسؤولياته كاملة وتأمين عمل هياكل المجلس وتطبيق القانون على كل من يتعمد تعطيل عمل البرلمان وفي حال فشله في ذلك عليه الاستقالة من منصبه ، فيما استنكر  النائب عن حزب قلب تونس أسامة الخليفي، ممارسات رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي وتعطيلها لأشغال مجلس النواب.
وقال الخليفي ان حزب الدستور "عمرو ما كان حزب العرعور بل هو حزب يؤمن بالدولة ولا يعطّل مؤسساتها"
واعتبر الخليفي أن ما تقوم به عبير موسي فيه إهانة لمجلس النواب ولأعضاء المجلس الذين انتخبهم الشعب للقيام بمهامهم وليس للاعتصام وتعطيل المؤسسات.
وشدّد الخليفي على أنه لا أحد له الحق في تعطيل مؤسسات الدولة ومنع النواب من العمل وأنه لن يسمح بذلك حتى لو كان المعني بالأمر نائبا من قلب تونس.

حملة التنديد لتصرفات عبير موسي وصلت الى المثقفين والمحللين السياسيين ، حيث نشرت  الممثلة والمسرحية ليلى طوبال تدوينة على صفحتها الرسمية على الفايسبوك قالت فيها  ان على التونسيين منح العذر للنائبة عبير موسى فهي لم تعهد اجواء الاعتصامات ولم تفتح فمها سوى  للتزغريط لبن علي.
وكتبت ليلى طوبال في صفحتها الرسمية على الفايسبوك التدوينة التالية :
إعذروا عبير ام الشعر حرير ... عمرها ما عاشت في حياتها أجواء الاعتصامات... عمرها ما عاشت لحظات للمطالبة بأي حق وأي مطلب... عمرها ما حلّت فمّها إلاّ للتزغريط على سيدها وسبّان الثورة والّي عملوا الثورة ودستور الثورة الّي عطاها اليوم هالفرصة باش تعتصم ... تحبّ زادة هي تجرّب وتبوزي للتصويرة ويحكيو عليها العباد ويصنعوا منها البطلة  الّي ضدّ الخوانجية... الغنّوشي رئيس المجلس ... الحكومة هاي جايا اللطخة... والعباد ما زالت تفركس على آش كون باش يحارب الخوانجية... حرب بالنيابة... أنا نحشم على روحي كي تنوبني عبير موسي في عركة ما اتنجّم تكون كان راس راس مع الخوانجية ... قبل ما ندبّروا آش كون باش يحمينا مالخوانجية نسألوا أرواحنا آش نوه الي عملنا... بل آش نوه الّي ما عملناش باش رجعوا للحكم..."
من جهته قال المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي ان ما تقوم به رئيسة الحزب الدستوري أمر خطير ليس فقط على البرلمان بل على المسار برمته.
واعتبر الجورشي أن عبير موسي خارج الأُطر ولا تعترف بشيء وأنها لن تصمت وستستغل أي فرصة للتشويش واثارة الفوضى سواء في البرلمان او خارجه.
وصرّح الجورشي بان عبير موسي تريد أن تكون الكاميرا مسلطة عليها وتريد أن تكون محور حديث الصحافة لتلعب دور الضحية المستهدفة من طرف النهضة.
وقال يجب على الكتل النيابية أن تنسّق فيما بينها وتعزل عبير موسي وكتلتها من خلال عدم الدخول معها في مشاكسات وصراعات ناصحا قيادات النهضة بأن تكون ردود أفعالهم موزونة وعقلانية.
وهاجمت المحامية سنية الدهماني رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي على خلفية الفوضى التي أحدثتها في مجلس النواب.
وقالت الدهماني ان عبير موسي عندما دخلت إلى البرلمان كانت تعرف جيّدا ماذا ستفعل في إشارة إلى التشويش واثارة الفوضى والمناوشات وتعطيل أشغال مجلس النواب.
ووصفت ما تقوم به عبير موسي من اعتصام واحتجاز للمجلس والنواب بالأمر المقرف وندّدت بما اعتبرتها وقاحة من عبير موسي بإعلانها أنه لن يتم مناقشة قانون المالية الي حين الاعتذار لها.
وعلّقت سنية الدهماني مستنكرة هذم ناس ما تهمهمش مصلحة البلاد ويمكن الناس ما تعرفش عبير موسي آما أحنا في المحاماة نعرفها جيّدة فهي امرأة وقحة وعنيفة وصدامية.

وختاما طالب استاذ القانون الدستوري جوهر بن مبارك في تدوينة عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك النائبة عن حركة النهضة جميلة الكسيكسي بعدم الاعتذار عن تصريحاتها بخصوص النائبة عبير موسى.
وكتب جوهر بن مبارك في صفحته الرسمية على الفايسبوك التدوينة التالية  كلامك جميل بالكاد يفي بالحاجة في مواجهة القبح الظاهر. خذي الأمر بقوّة سيّدتي الجميلة و لا تعتذري أبدا عن قول الحق ولا تستمعي لمن يدعوك لاعلاء الباطل.