متى يستقيل وزير الشؤون الثقافية المرتقب؟

متى يستقيل وزير الشؤون الثقافية المرتقب؟

بقلم نوفل بن عيسى

وزير الشؤون الثقافية المرتقب، والذي لا نعرفه بعد، سيسعى الى الاستقالة إن كان حقا من أهل "الصدق في القول والاخلاص في العمل". ولسائل أن يسأل ما الذي سيجعل وزيرا  يستقيل من منصب قبل توليه الوزارة إن كان جادا وصادقا -كما أشار لذلك رئيس الجمهورية فيما يتعلق بالشروط التي يجب ان تتوفر في من سيعينهم وزراء-؟
بكل بساطة وبعد الاطلاع على حقيقة وضعية الشؤون الثقافة من المفروض أن ينسحب الوزير .
حين يكتشف حقيقة وزارة الشؤون الثقافة وحجم الديون المتراكمة وعدم قدرة الحكومة على مساندته ولا قدرتها على الاهتمام بالشؤون الثقافية بدعوى أن أولوية الأولويات بالنسبة الحكومة الجديدة تتمثل في الخروج بالبلاد من المأزق الاقتصادي وخطر الإرهاب والسيطرة على الأوضاع الصحية والتربوية المنكوبة والنهوض بالبنية التحتية المتردية فضلا عن ما يتطلبه النقل والقطاعات الاجتماعية والفلاحية والنسيج الصناعي والبيئة من اصلاحات ضرورية وحتمية.

وباختصار ستلخص مقولة "ما خص المشنوق كان ماكلة الحلوة" موقف الحكومة من الفنون والتراث والثقافة وعندها سيتأكد الوزير إن كان صاحب مبدأ وله مشروعا من انً وجوده كعدمه وانه سيمضي وقته في الامضاء والتأشير والترضيات وحل المشاكل الاجتماعية والشخصية لمنظوريه ولعب دور تشريفي عند التدشينات وافتتاح واختتام المهرجانات والمعارض والندوات.
وفي تونس الان، لن يقدر على اصلاح الشؤون الثقافية  لا د.طه حسين ولا أ. الشاذلي القليبي ولا جاك لانق  (Jacques Lang) ولا حتى قيس سعيد نفسه وحتى مخطط مارشال (plan Marchal)  لن يغير في أمرها شيء.
حسب رأيي المتواضع فان كان الوزير المنتظر جادا وصادقا في القول ومخلصا في العمل فإنه وبكل موضوعية سيترك الجمل بما حمل.
إن الشؤون الثقافية مختلفة ومتفرعة فهي التراث وصيانته والفنون ودور الثقافة ومؤسسات وتشريعات ومهرجانات وبعثات الى الخارج وملتقيات و"مسامر مصددة" و"ميزانية متاع ميزيريا" و"تدبير رأس" و"شاشية هذا على رأس هذا" و"يا مزين من بره آش حالك مالداخل" و"ما يقدر عليها كان ربي" اما عباده "يبطى شوية" حسب قول أحد رؤساء الحكومة المختارين من قيس سعيد متحدثا إلى أعضاء مجلس نواب الشعب ذات أمسية وإن كان في سياق آخر. وربما يتوصل وزير الثقافة الجديد الى اقناع بعض المرتزقة من رواد مكاتب الوزارة وأروقتها من "الفنانين" بالإتيان بالترفيه الذي كان ينشده آخر رئيس حكومة عينه الرئيس الاوحد الاحد....
وإذا كانت هذه المصطلحات والمقاربات تدل على مستوى رؤساء الحكومات الثقافي والحضاري الذين اختارهم الرئيس وإذا علمنا أن ذات الرئيس قد كلف نفسه تعيين وزراء الحكومة الجديدة ومنهم وزير الثقافة المرتقب وإذا علمنا بحالة الوزارة ومن فيها وبعد ما سبق شرحه، اتوجه بكل تواضع وصدق وجدية الى أهل الثقافة والفنون والادب لأقول لهم لاتحلموا ولا تأملوا ولا تتفاؤلوا اذ
ليس لنا مكان في هذا البلد وهذا الى أجل غير مسمى.

التعليقات

علِّق