متهمة  بتفجيرات لبنان.. ما هي الوحدة الإسرائــ..يلية 8200 المختصة بالحرب الإلكترونية؟

متهمة  بتفجيرات لبنان.. ما هي الوحدة الإسرائــ..يلية 8200 المختصة بالحرب الإلكترونية؟

 

على الرغم من عدم تعليق إسرائيل على العملية الاستخباراتية التي أدت إلى وقوع انفجارات متزامنة في الآلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) التي يستخدمها أعضاء جماعة حزب الله في لبنان، يُسلط الهجوم الضوء على الوحدة 8200، وهي وحدة الحرب الإلكترونية السرية في إسرائيل.

وتختص هذه الوحدة التابعة للجيش الإسرائيلي بمجالات الحرب والاستخبارات الإلكترونية، وتُعرف باسمها المشتق من الأرقام العبرية "شموني ماتايم".

وبحسب تقرير لـ"مركز الدراسات الأمنية في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا"، يمكن إرجاع أصول الوحدة 8200 إلى وحدة الاستخبارات خلال الفترة ما قبل تأسيس إسرائيل والمعروفة باسم "شين ميم 2"، والتي قام الجيش الإسرائيلي بدمجها بعد 1948 مع العديد من مجموعات الاستخبارات الأخرى، ومن ثم إنشاء وحدة حرب إلكترونية تسمى الوحدة "515" (وفي وقت لاحق 848)، والتي كانت ميزانيتها صغيرة جداً نسبياً.

أما نقطة التحول بالنسبة لتطوير الوحدة، فكانت حرب أكتوبر عام 1973، إذ أدى الفشل الاستخباراتي إلى عمليات إصلاح شاملة لهيكل الوحدة، ليُعاد تسميتها آنذاك باسم "8200".

ويُشير تقرير لوكالة "رويترز"، إلى أن "الوحدة 8200" تُعد جزءاً من شعبة المخابرات العسكرية الإسرائيلية، وهي موازية أو شبيهة بوكالة الأمن القومي الأميركية أو مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية، وتمتاز بأنها أكبر وحدة عسكرية مفردة في الجيش الإسرائيلي. وتعود أصولها إلى الوحدات المبكرة لفك الرموز والشفرات ووحدات المخابرات التي تشكلت عند قيام دولة إسرائيل عام 1948.

وغالباً ما تكون أنشطة هذه الوحدة شديدة السرية، وتتنوع من اعتراض الإشارات إلى تصنيف البيانات وفهم دلالاتها، وهو ما يطلق عليه التنقيب في البيانات والهجمات التكنولوجية.

والأسبوع الماضي، أبلغ قائد الوحدة الجنرال يوسي ساريئيل، قادة الجيش أنه يستقيل من منصبه، بسبب ما اعتبره "فشل الوحدة" في إعطاء إنذار مبكر قبل هجوم السابع من أكتوبر الماضي.

واعترف ساريئيل في رسالة وزعت على الوحدة، بـ"الفشل" في هجوم 7 أكتوبر، قائلاً: "لقد فشلت المعلومات التي جمعناها ووزعناها على الوكالات المختلفة بشأن خطط حركة حماس واستعداداتها"، بحسب ما نقلته صحيفة "إسرائيل هيوم".

عمليات سابقة

وتضمنت بعض العمليات التي يُقال إن "الوحدة 8200" ضلعت فيها هجوم "ستاكس نت" الفيروسي بين عامي 2005 و2010، الذي عطل أجهزة الطرد المركزي النووية الإيرانية، وهجوماً إلكترونياً في 2017 على شركة الاتصالات المملوكة للبنان (أوجيرو)، وإحباط هجوم لتنظيم "داعش" على رحلة تابعة لشركة نقل جوي مدنية في 2018.

وقال قائد الوحدة العام الماضي، خلال مؤتمر في تل أبيب إن الوحدة تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للمساعدة في اختيار أهدافها من حركة "حماس".

وإلى جانب التجسس على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، تُنفذ الوحدة عمليات في كل المناطق، بما في ذلك مناطق القتال، وفي أوقات الحرب، تعمل في تكامل وثيق مع مقرات قيادة المعارك.

ويجري اختيار أفراد "الوحدة 8200" من الشبان ممن هم في أواخر مرحلة المراهقة وبداية العشرينات، ويجري تحديد وانتقاء بعضهم من برامج دراسة ثانوية عالية التنافسية، ويحظى كثير منهم بمسيرة مهنية في قطاع التكنولوجيا المتقدمة والأمن الإلكتروني المزدهر في إسرائيل.

ويقول أعضاء سابقون إن ثقافة الوحدة تشبه ثقافة شركة ناشئة بها فرق صغيرة تعمل على مشكلات بدرجة غير معتادة من الحرية بهدف "تعزيز الإبداع".

وإضافة إلى بقية مؤسسات الدفاع والأمن، تأثرت سمعة الوحدة بسبب الإخفاق العسكري في منع هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل قبل حدوثه.

وفي العام 2014، نشرت مجموعة من أفراد الاحتياط تتألف من 43 فرداً رسالة مفتوحة تُندد فيها بالمراقبة "غير الأخلاقية" من قبل الوحدة للفلسطينيين غير الضالعين في العنف.

شروط صارمة للتجنيد

وفي ما يتعلق بتنظيمها وبنيتها، أشار تقرير مركز الدراسات الأمنية إلى أن "8200" تضم ما لا يقل عن 5 آلاف عنصر في الخدمة الفعلية، مقسمين إلى وحدات أصغر مختلفة، وتدير العديد من القواعد بالإضافة إلى وحدات "SIGINT" متنقلة أخرى.

وسعياً إلى الوصول للمستوى المطلوب من حيث القوى العاملة والقدرات، أنشأت الوحدة عملية فحص واختيار وتدريب انتقائية وتنافسية للغاية للمجندين الجدد، حيث تشترط اختبارات صعبة ودقيقة، تبدأ بالفحص أثناء المدرسة الثانوية ضمن برامج حكومية وخاصة للمواهب الشابة.

وتتألف شروط الاختيار التركيز على المهارات وإجراء اختبارات نفسية وتعليمية ومقابلات صارمة، وفي حال القبول يخضع العناصر الجدد لتدريبات مكثفة وشاملة، تُغطي كل شيء، بما في ذلك الاتصالات والهندسة الكهربائية ومهارات اللغة العربية. ومن حيث الملف الشخصي، لا ينصب التركيز فقط على الكفاءة التقنية فحسب، بل أيضاً، والأهم من ذلك، على القدرة على التعلم بسرعة والتفكير النقدي.

ويُعد كتاب "أمة الشركات الناشئة: قصة المعجزة الاقتصادية الإسرائيلية"، الصادر عام 2009، أول إصدار يكسر الصمت علناً بشأن الوحدة "8200" سيئة السمعة، والتي ظلت حتى ذلك الحين سرية للغاية.

التعليقات

علِّق