مبدعون شباب يختتمون سهرات " موسيقى العالم في سوسة "

مبدعون شباب يختتمون سهرات " موسيقى العالم في سوسة "

 

اِختتمت في المسرح البلدي لمدينة سوسة فعاليات الدورة الأولى لمهرجان "موسيقى العالم في سوسة" والتي كانت دورة تأسيسية لتظاهرة جديد تُضاف للفعاليات الثقافية والفنيّة والإبداعية التي لا تنتهي في ولاية سوسة، وجاءت بمبادرة من المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث والتي ما فتئت تأتي بالجديد وتعمل على تنويع المنتوج الثقافي والفنّي وتشريك كل المبدعين والمثقفين في جهة سوسة سواء من خلال برمجتهم أو من خلال شراكات مع عدد كبير من الجمعيّات الفاعلة في مجالات الفنون والثقافة ودعمها ماديا ومعنويّا في إطار مزيد إشعاع سوسة وحضورها الرائد في شتّى صنوف الإبداع.
 
وشهدت الدورة مشاركة عدد من الموسيقيين الشباب الذين أكدوا حضورهم في المشهد الجهوي والوطني، وكان الإنطلاق مع الفنانة التونسية العالمية عازفة الكمنجة ياسمين عزيّز بحفل ممتع شهد حضورا جماهيريا كبيرا وهي التي تزور سوسة للمرة الرابعة، حيث تجوّلت بالجمهور الغفير الذي لم تتسّع قاعة المسرح البلدي لاستيعابه بين موسيقات شتّى.
 
ياسمين كانت وفيّة لأسلوبها في العزف بحضورها المميّز واختياراتها الجيّدة على مستوى الألحان أو الأغاني التي تقدمها حيث إنها فضلا عن مهاراتها العالية في العزف فهي تمارس الغناء أيضا.
 
تجوّلت ياسمين بين موسيقات العالم وحطّت الرحال في تونس وأدّت ألحان عدد من الأعمال الخالدة خاصة للفنان الكبير الهادي الجويني أين كان الجمهور في الموعد مع التصفيق والتشجيع، جمهورٌ جاء بأعداد غفيرة ليتابع عرضا جمع بين تلقائية الفنانة الشابة ومهاراتها غير المحدودة في مداعبة آلة الكمان والتمهّر عليها وصنع عرضا كبير بكل المقاييس.
 
عرض التركي يورهان عصمان لم يختلف كثير عن العرض الإفتتاحي حيث كان الجمهور في الموعد وحضر بأعداد كبيرة لمتابعة هذا العازف الذي سبق أن زار سوسة وقدّم فيها عروضا موسيقية رائعة شدّت إليها الجمهور، ويتميّز عازف البُزُق التركي بروعة أدائه وحرفيّته العالية وتمكّنه الكبير في صنع أجواء غير عادية داخل المسرح ما يجعل الجمهور الحاضر يتابعه بشغف كبير.
 
وكان الموعد الثالث مع الفنان التونسي الشاب صبري مصباح صاحب الجائزة الثانية في أيام قرطاج الموسيقية في دورتها الأخيرة، هذا الشاب الذي بدأ يرسم ملامح طريقه الفنيّ بثبات كبير أكد خلال عرضه في سوسة أنّه فنّان مغاير يبحث عن ترك بصمته الخاصة حيث يعمل على إعادة تقديم أعمال تونسية معروفة بأسلوبه الخاص دون أن يمسّ من جوهر الكلمات أو الألحان، وفي نفس الوقت يشتغل على إنجاز عدد من الأغاني الخاصة به وقد أدّى في سهرة سوسة 5 أغانٍ من ألحانه لاقت تجاوبا كبيرا، ونجح مصباح في تقديم عرض راقٍ ومميّز بحضور جمهور ذوّاق أصرّ على اِلتقاط عديد الصور و"السلفيات" معه قبل المغادرة.
 
اِختتام التظاهرة كان بعرض شارك فيه ثلاثة عازفين شبّان هم خيري دودش على آلة الكلارينات، مهدي تفيفحة على آلة الكمنجة وطارق شابير على آلة الناي، وكان العرض في مستوى الإنتظارات وصنع الشباب الفرجة وأمتعوا الجمهور ونوّع كل واحد منهم فيما قدّم من معزوفات.

 

التعليقات

علِّق