مباشرة على الهواء : دعوة إلى " البيع والشراء " ولوم النادي الصفاقسي لأنه لم " يفرّط للترجي في نتيجة اللقاء " ؟؟؟

مباشرة على الهواء : دعوة إلى " البيع والشراء " ولوم النادي الصفاقسي لأنه لم " يفرّط للترجي في نتيجة اللقاء " ؟؟؟

أن  يطالب محبّ متعصّب لفريقه  فريقا آخر " بالتنازل " عن نتيجة اللقاء لأن ذلك يخدم مصلحة فريقه فهذا يمكن أن نفهمه ولو أنه مرفوض جملة وتفصيلا ...لكن أن يتحوّل " كرونيكور " على أمواج إذاعة معروفة إلى " دلّال " في سوق البيع والشراء والتشريع للفساد الرياضي فهذا ما لم تأت به الأديان السماوية ولا تشريعات الأرضية.
وأصل الحكاية أن " الكرونيكو " على أمواج إذاعة " إي - أف - أم " نجيب الدزيري  أعطانا اليوم نظريّة جديدة في الصحافة والحياد وأخلاقيات المهنة. فقد دعا في تعليقه على اللقاء الذي دار يوم أمس بين الترجي الرياضي والنادي الصفاقسي في إطار كأس الملك سلمان وانتهى مثلما نعلم بإقصاء الفريقين معا منذ الدور الأول إلى كسر كافة قواعد الرياضة والنزاهة وميثاق الرياضي وكافة الأخلاق التي نعرف أنها موجودة ( ولو مبدئيا ) في الرياضة.
وقال الدزيري بصفة مباشرة وصريحة ولا تحتمل أي تأويل إنه كان على هيئة الترجّي أن " تفاوض "  في الدقيقة 87  هيئة النادي الصفاقسي حول نتيجة المباراة ... وأن تقول لها إن الترشّح سيجلب نصيبا من المال ... وإنها ( أي هيئة النادي الصفاقسي ) ستنال نصيبها من " الخيرات "...
وعندما سأله برهان بسيّس هل إنه يدعو إلى الدوس على مبادئ الرياضة والتنافس النزيه وميثاق الرياضي قال بكل ثقة في النفس : " ياخي هو فمّة  ميثاق من أصلو " ؟؟؟.
ولعلّ الأدهى والأغرب من هذه الدعوة الصريحة إلى رمي كافة المبادئ الرياضية عرض الحائط وبشكل لا يصحّ حتى لو كان ذلك على سبيل المزاح أن السيد كان يحكي بما يوحي بأنه ناطق رسمي باسم الترجّي . وهذا يسيء إساءة كبيرة جدّا للترجي وكافة مكوّناته  لأنه ببساطة يرسّخ في أذهان الناس بعض التهم التي تبرّا منها الترجي مرارا وتكرارا  ليأتي اليوم شخص ويعيدها إلى الأذهان.
ولعلّ الغريب أيضا أن  منشّط الحصّة لم يحاول بعد أن سمع كل ذلك " الخنّار "  أن يعيد الأمور إلى نصابها  فيطلب من " الكرونيكور " إما أن يسحب ما قال لأنه خطير بكل ما تحمل الكلمة من معنى وإما أن يقول إن ذلك كان في قالب مزاح لا غير.
ومن خلال صمت المنشّط وسماحه بتمرير هذا المحتوى السيّئ يمكن لنا أن نتساءل : هل " أعجبه " كلام الدزيري فغضّ النظر عنه لأنه يتماشى مع ما في قلبه من هوى ... ولأنه أراد بخبث أن يبلّغ رسالة معيّنة للمستمعين ؟.
وفي كافة الأحوال فإن ما حصل عيب كبير وما كان له أن يحصل على أمواج وسيلة إعلامية مسموعة بتلك الطريقة.وأعتقد أن ما حصل ( وغيره من الانفلاتات الكثيرة ) سببه الأكبر هو التسيّب ..واستباحة ميدان الإعلام الذي بات منذ 2011 خاصة يعجّ بخلق الله جميعا ... ويرتاده الجميع إلا الصحافيين الحقيقيين.
جمال المالكي

التعليقات

علِّق