ما وراء الكلام : أو عندما يعترف رضا شرف الدين بأن الفوز بالمباريات أو بالبطولات ليس بالجدارة بل " بالغورة "

ما وراء الكلام : أو عندما يعترف رضا شرف الدين بأن الفوز بالمباريات أو  بالبطولات  ليس بالجدارة بل " بالغورة "


عندما نستمع إلى تصريحات رئيس النجم الساحلي رضا شرف الدين  الذي أعلن البارحة عن استقالته  يمكن لنا إما أن نكتفي بالظاهر منها وهو أن الرجل تعب ولم يعد قادرا على التحمّل فقرر التخلّي عن رئاسة النجم  ربما في لحظة غضب  قد تذهب وقد يتراجع بعدها عن قراره وإما  أن نتعمّق قليلا في ما قال  لأن الرجل  لم يرم كلمات  ليأخذها الريح  من بعده وانتهى الأمر بل هو يقصد الكثير ويرمي إلى تمرير " ميساجات " لأولي الألباب  وإلى كل الذين يرغبون في فهم ما يجري في بطولتنا التعيسة .
ولن نعيد طبعا ما صرّح به رضا شرف الدين . فقط نريد أن نتساءل : ماذا كان يعني عندما خاطب أحباء النجم قائلا : برّاو جيبوا شكون يفكّ ... أنا ما إنّجمش نفكّ ... أنا نلعب الكرة في الميدان ..." ؟.  أما المعنى فهو واضح ولا يحتاج إلى  " كمال المغربي " كي يفسّره أو يتنبّأ به . ورئيس النجم كان يقصد أن الانتصارات والفوز بالألقاب لم  تعد للفرق الأجدر بالانتصارات  بل بمنطق " الغورة "  والعلاقات والحسابات أي أن كل شيء بات يتقرّر في الكواليس وليس على ميادين التباري . وأما الأطراف المقصودة  فهي معروفة  ولم يكن ناقصا  في تصريحات شرف الدين إلا أن يسميّها  بالأسماء ... ولم يكن ناقصا أيضا إلا أن يقول إنه يتعرّض إلى ضغوطات عديدة ومتعددة الأطراف من  جهات  ضالعة في " الغورة " والحسابات  بمن فيها البعض من المؤتمنين على تسيير الكرة وعلى العدل والإنصاف بين كافة الفرق التونسية . ولعلّ كل من استمع إلى كلام رضا شرف الدين  وخاصة في النقطة التي تتعلق بالأحباء  يلاحظ أو يستنتج أن الرجال كاد يقول إن هناك من يحرّض الأحباء ضده وضد من يعملون معه  ولا أدلّ على ذلك  من تصرفات بعض  الأحباء الذين رشقوا لاعبي النجم بالحجارة  خلال مباراة النجم والملعب التونسي مما أدى إلى إصابة اللعب أمين الشرميطي في رأسه .
إن ما صرّح به شرف الدين وما لم يقله صراحة  ناقوس خطر ودليل إضافي على أن كرتنا  أصابها العفن  بصفة قد لا تتعافى معها أبدا . وفي الحقيقة ليست تصريحات شرف الدين الأولى التي دقت نواقيس الخطر وكلنا ما زلنا نذكر تصريحات  رئيس النادي الصفاقسي  الذي لامه الكثير على تلك التصريحات والحال أنه  لم يكن مخطئا في الكثير منها . وباختصار شديد  نقول إن كرتنا سائرة إلى الهاوية  ما لم  يتحمّل كل طرف مسؤولية إنقاذها قبل فوات الأوان . وعسى أن يكون ذلك ممكنا حتى لا يأتي يوم  لا ينفع فيه الندم .
جمال المالكي 

التعليقات

علِّق