ما بقي من نهائي الكأس : فوضى تنظيمية ...دعوات رئاسة الجمهورية في السوق السوداء ، و " مكبّرات الصوت " تثير الإستياء

ما بقي من نهائي الكأس : فوضى تنظيمية ...دعوات رئاسة الجمهورية في السوق السوداء ، و " مكبّرات الصوت " تثير الإستياء

 

لم يسبق أن شهد نهائي كأس تونس فوضى تنظيمية كالتي سجّلت خلال مواجهة النادي الإفريقي للنجم الساحلي يوم الأحد الماضي بالملعب الاولمبي برادس.
وكما قيل في المثل الشعبي التونسي "من مرقتو باين عشاه" فإن جميع المؤشرات كانت توحي بفشل تنظيم عرس النهائي من جميع النواحي.
مظاهر الفشل كانت بادية للعيان قبل المباراة اثر إصدار وزيرة الشباب والرياضة ومستشارو "القصر الرئاسي" لعديد التعليمات الغريبة على غرار منع توزيع تذاكر المنصة الشرفية والمدارج الرئيسية السفلية والعلوية وهي سابقة  أولى في تاريخ نهائيات كأس تونس.. ثم تم وضع مكبّرات الصوت أمام المنصة الشرفية لحجب أصوات وأهازيج الجماهير عن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد وخاصة وزيرة الشباب والرياضة ماجدولين الشارني "المغضوب" عليها من جماهير الإفريقي اثر تصريحها الشهير الذي نعتتهم فيه "بالإرهابيين" ورفضها الاعتذار عمّا صدر منها بالإضافة إلى تجاهلها القيام بواجب العزاء في وفاة المحب عمر العبيدي رغم أنه " شاب تونسي " توفي في محيط الملعب الأولمبي برادس وعقب مقابلة كرة قدم.
الغريب في الأمر أيضا أن الدعوات الممضاة من رئاسة الجمهورية كانت تباع في السوق السوداء وعلى قارعة الطريق بمبالغ خيالية ، وهو ما يطرح عديد التساؤلات عن الجهة التي تولّت مهمة التوزيع وعن المقاييس التي تم اعتمادها لتوزيعها وتحويل وجهتها من الضيوف الشرفيين من المجتمع المدني والكشافة والجمعيات الخيرية والوجوه الرياضية والفنية والسياسية البارزة إلى  أباطرة السوق السوداء .
الفوضى تواصلت يوم المباراة حيث عجّت منصة الصحافة بالدخلاء ، كما تسببت الموسيقى الصادرة من مكبرات الصوت في إزعاج الصحفيين وإفقاد المعلقين للتركيز بشكل خاص باعتبار وأن الموسيقى العالية  تواصلت طيلة أغلب فترات المباراة وهو ما جعل عديد الصحفيين يثورون ويطالبون بقطع الأغاني لكن دون جدوى.
إلى ذلك تم لأول مرة في تاريخ نهائيات كأس تونس لكرة القدم وضع حاجز بلوري حول المنصة الشرفية ولم يشرّف رئيس الدولة كافة اللاعبين بكلمة تشجيع أو تهنئة بل اكتفى بمصافحة قائدي الفريقين وطاقم التحكيم ومدربي الفريقين دون معرفة السبب.
وخلال مراسم التتويج اختلطت المنصة بالحابل والنابل واقتحم المتطفلون أرضية الميدان ليتم إفساد العرس الكروي الذي كان محكوما بالفشل منذ البداية.
ولمعرفة السبب الرئيسي للفوضى التنظيمية خاصة من الجانب الذي أشرفت عليه الجامعة التونسية لكرة القدم ، اتصلنا ببلال الفضيلي العضو بالمكتب الجامعي المكلف بتنظيم التظاهرات الرياضية ، حيث أخبرنا بأن الجامعة لم تسند له مهمة تنظيم مباراة نهائي الكاس وقدة تابعها من المنصة مثل كل الضيوف ولا يعلم من هم الأطراف الذين أشرفوا على التنظيم .

التعليقات

علِّق