مايا القصوري تسخر من جزء كبير من الشعب : مرض التعالي على الآخرين والبحث المتواصل عن الإثارة ؟؟

مايا  القصوري تسخر من جزء كبير من الشعب : مرض التعالي على الآخرين  والبحث المتواصل عن الإثارة ؟؟

مرّة أخرى تثير مايا القصوري ضجّة  في صفوف طيف كبير من التونسيين من خلال تصريح قالت فيه إن صلاة الاستسقاء خرافة ونوع من  ثقافة الشعوذة  و من الفلكلور وإن الصلاة لا تجلب المطر.

لنتّفق قبل كل شيء أن مايا القصوري  ( أو غيرها ) حرّة في كل ما ترى وتعتقد وأن لها كامل الحرية في أن ترى صلاة الإستسقاء  أو غيرها من الشعائر الدينية للمسلمين عموما من هذا المنظار. لكن في المقابل يجب أن تدرك ( هي وأمثالها ) أن حدود حريّتها تقف عندما تبدأ حريّة الآخرين وأنه ليس من حقّها ولا من حق غيرها أن يتهكّم على جزء كبير من التونسيين الذين يرون في صلاة الاستسقاء نوعا من التقرّب والتضرّع إلى الله عسى أن يرحمهم وأن يمنّ عليهم بالغيث الذي ينفع الأرض التي منها يأكلون.

وفي حقيقة الأمر لا أريد الغوص كثيرا في هذا الموضوع  من باب أن " حديثك مع من لا يفهمك ينقص من عمرك ". وفي المقابل أريد أن أبدي بعض الملاحظات:

* إن مايا القصوري ( وغيرها كثير ) تتعمّد إثارة بعض المواضيع الحساسة كلّما أحسّت  بأن النسيان بدا يلفّها وبأن الناس لا يتحدّثون عنها  وإن مبدأها في كل ما تفعل هو أن يحكي الناس عنها سلبا أكان أو بالإيجاب.وبمعني آخر فهي تبحث دائما  عن " البوز " الإعلامي بأي شكل من الأشكال ومهما كان الموضوع الذي يطرح أو تختلقه اختلاقا.

* إن مايا القصوري ( تحديدا ) ترى في نفسها النبوغ والتعالي وترى أنها أعلى من الجميع وأكثرهم علما وثقافة وأن ذلك ( حتى إن لم يكن صحيحا ) يعطيها الحق في التحقير من شأن الآخرين والاستهانة بعقولهم والسخرية من معتقداتهم بقطع النظر عن تلك المعتقدات إن كانت صحيحة أو خاطئة.

* إن مايا القصوري ( ومنذ زمن بعيد ) تلعب أدوارا غامضة  قد تكون  وراءها أطراف بعينها تدفع إلى التصادم دائما بين فئات الشعب التونسي لأنها تستفيد من ذلك التصادم الذي ليس بالضرورة أن يكون بدنيّا بل هو تصادم فكري يكون غالبا أقوى من التصادم العضوي. وإذ ينسى البعض فلا ننسى تصريحا لها مؤخّرا قالت فيه إن السفير الفرنسي  أفشى لها سرّا خاصا يتعلّق بذلك النفق الذي تم اكتشافه في المرسى غير بعيد عن إقامته . وقد أرادت القصوري من خلال الإدّعاء بأن السفير " أسرّ " لها دون غيرها ( رغم أنها ليست صحافية ) أن تقول إنها " مطّلعة " عل كل شيء وإن لها قيمة كبرى لدى البعض من أصحاب لقرار ليس في تونس فحسب وإنما في العالم وتحديدا في فرنسا ... وهذا الأمر وحده يكفي كي " نفتح الكتاب " ونرى ما يمكن أن يخفي من أسرار وأخبار...

* إن مايا القصوري لا تنقطع عن استفزاز الآخرين الذين لا يؤمنون " بنظريّتها " في الحياة والمجتمع . وفي المقابل لم نر ضجّة كبيرة تثار حولها عندما نشرت ذات مرّة صورا لها يرى البعض أنها غير لائقة وأظهرتها في شكل عارضة أزياء وقال البعض آنذاك إن أيّة امرأة تونسية حرّة ومثقفة لا ترضى  أن " تعرض " نفسها  بذلك الشكل الذي يسيء إليها أكثر مما ينفعها.

* باختصار وحتّى أختم يجب على مايا القصوري أن تكفّ عن احتقار الآخرين وتقزيمهم والسخرية من تصرفاتهم ومعتقداتهم . فصلاة الاستسقاء أو غيرها من الشعائر والعادات راسخة في الموروث الثقافي والديني لجزء كبير من الشعب التونسي . ولا أعتقد أن مايا القصوري قادرة اليوم بمجرّد ما فعلت  على أن تزيل من أدمغة الناس تلك المعتقدات والتصرفات.

وأعتقد أيضا أن  تونس  ما زالت  تتسّع  للجميع  بشرط أن يعرف كل واحد حدوده وألّا يعتبر نفسه " الإله  الأعلى " في حين أن الآخرين لا يساوون شيئا.

جمال المالكي  

التعليقات

علِّق