" ماكينات " رهيبة تحارب قيس سعيّد : هل " ذنبه " أنه قامة علمية ونزيه وصاحب أخلاق ؟؟؟

" ماكينات " رهيبة تحارب قيس سعيّد : هل " ذنبه " أنه قامة علمية ونزيه وصاحب أخلاق ؟؟؟


... وفجأة تحوّل الأستاذ قيس سعيّد " عدوّا معلنا " لأكثر من جهة في البلاد  باتت تناصبه العداء وتحاول بكل الطرق المتاحة والقذرة أيضا التقليل من شأنه والإساءة إليه من أجل هدف واحد وهو إما أن يعدل عن الترشّح للانتخابات الرئاسية المقبلة وإما أن تسدّ أمامه سبل النجاح .
ولعلّنا لسنا في حاجة إلى القول إن الرجل قامة علميّة وثقافية مديدة وإن أغلب التونسيين ( على ما نعلم ) يدركون أنه شخص نظيف ونزيه ولم يسبق له أن تورّط في أي " فيلم " من أفلام الفساد السياسي أو المالي مهما كان نوعه ومهما كانت الجهة التي تسبح في هذه الأنواع من الأفلام . لكن يبدو أن الرجل يحمل " عيبا " كبيرا جدا قد يحرمه من الوصول إلى مبتغاه في  ترشّحه للانتخابات الرئاسية  إذ أن الرجل  " طيّب جدا " وصاحب مبادئ وأخلاق . وقد  تعلّمنا من ساستنا خلال السنوات الماضية أنه على المرء أن يختار إما السياسة وإما الأخلاق . وقد تأكدت هذه " الفلسفة " أمس من خلال ما قالته النائبة هالة عمران على قناة التاسعة إذ أكّدت بصفة ضمنيّة أنه لا وجود لأخلاق مع السياسة  وبالتالي فإن على كل متشبّث بالأخلاق أن يترك السياسة وإن على من لا أخلاق له أو مستعدّ للتخلي عنها  أن يعمل في السياسة .
ولعلّ مستعملي وسائل التواصل الاجتماعي قد لاحظوا  الهجمات الشرسة التي أطلقت ضدّ الرجل بالإضافة إلى وسائل إعلام معيّنة وذات أهداف لم تعد تخفى على أحد . وقد اختار بعضهم أن يلصق " تهمة " النهضة بالأستاذ سعيّد من خلال الإدّعاء بأنه مرشّحها في الانتخابات وتدرك هذه الأطراف جيّدا ما المقصود من هذا الإدّعاء وهو إثارة كافة " أعداء " النهضة ضدّه  لم يثبت إلى حدّ الآن أنه  " تابع " لهذا أو ذاك لأنه حريص على التأكيد أنه مستقلّ بشخصه وشخصيّته وتاريخه وبرامجه . وقد اختار البعض الآخر " تهمة " أخرى وهي تلك الصورة له مع رضا بالحاج الناطق الرسمي باسم التحرير ... والله أعلم إن كانت الصورة صحيحة أو مفبركة . وحتى لو كانت صحيحة فإنها ليست دليلا أبدا  على أن قيس سعيّد يحمل بالضرورة أفكار رضا بالحاج أو يقاسمه تصوّراته للمجتمع والسياسة وما إلى ذلك .
ومهما يكن من الأمر فإن الأكيد أن " ماكينات : رهيبة خرجت من قمقمها لتشهر أسلحتها في وجه كل من ترى فيه خطرا عليها خاصة أن استطلاعات الرأي المحلية والدولية باتت تضع بعض الشخصيات ( سامية ومحمد عبّو وقيس سعيّد مثلا ) في مراتب متقدّمة في ما يتعلّق بالانتخابات . وهذا يزعج بالطبع  بعض الأطراف التي لا ترى إلا نفسها وتبيح لنفسها ما تحرّم على غيرها .
ومهما يكن من أمر أيضا فإن التونسيين ليسوا غافلين حتى تنطلي عليهم هذه الألاعيب وغيرها . فقد جرّبوا السياسيين لنحو 8 سنوات ولم يروا من جلّهم سوى الفراغ  السياسي وغياب الرؤى والبرامج . ونعتقد اليوم أن التونسيين باتوا في حاجة إلى التغيير وإلى من يعطيهم برامج ووعودا معقولة وقابلة للتحقيق وليس لمن يضحك عليهم ويبيعهم أوهاما على أوهام .
جمال المالكي

التعليقات

علِّق