أدلى الرئيس الفرنسي " مانويل ماكرون " بتصريحات غريبة ومستفزّة ولا تدلّ على أن الرجل سياسي ويحكم واحدة من الدول الكبرى في هذا العالم إذ قال : " لست مضطرّا لطلب الصفح من الجزائر عن فترة الاستعمار ..." مضيفا قوله في نفس السياق : " إن أسوأ ما يمكن أن يحصل هو أن نقول نحن نعتذر وأن يمضي كلّ إلى سبيله ".

وللتذكير فإن الجزائر الشقيقة مصرّة أكثر من أي وقت مضى على أن تعبّر الدولة الفرنسة عن اعتذارها الرسمي عن حقيبة الاستعمار البغيض . وقد طالبت الجزائر فرنسا منذ أيام بأن تتكفّل بضحايا تجاربها النووية التي أجرتها في الجزائر في تلك الحقيبة متناسية ومتجاهلة كافة المواثيق والمعاهدات الدولية التي تمنع تلك التجارب.

ويبدو أن فرنسا ما زالت تتصرّف بمنطقها الاستعماري القديم  المتعجرف والمتعالي ولا يعرف سياسيوها أو بالأحرى يتجاهلون أن العالم تغيّر وأن طلب الصفح لا يعني أن السيد ماكرون مسؤول مباشر عمّا حدث في تلك الفترة وإنما يأتي ذلك من منطلق تواصل الدولة والمسؤولية السياسية لفرنسا سابقا وحاضرا ومستقبلا.

ويبدو كذلك أن فرنسا لا تنوي طيّ صفحة ماضيها الأسود مع الجزائر على  أسس دائمة وصحيحة. فطلب الصفح هن تلك الفترة واجب وضرورة وليس مزيّة من السيد ماكرون الذي أرى أن عليه أن يتواضع قليلا وأن ينظر إلى الأمور بقليل من الحكمة وليس بمنطق التعجرف الذي لا ينفع أحدا في النهاية.