ماجدة الرومي في سهرة قرطاج : ذوق فنّي رفيع على إيقاع الصمود من أجل الوطن

تغطية: نهى بلعيد
لم ينتظر الجمهور إشارة الانطلاق ليبدأ احتفاله البارحة بمسرح قرطاج الأثري بل ما إن لمح صعود المطربة اللبنانيّة ماجدة الرومي برفقة محمد كمون مدير الأوركسترا السمفونيّة على الركح، حتّى بادر بصفة تلقائيّة بإلقاء النشيد الوطني التونسي، فيما رفع البعض العلم التونسي عاليا.
لا يمكن لك أن تلمح آنذاك إلاّ وجوه غاضبة من الوضع بالوطن، حناجر تطالب بالحريّة و بوضع حدّ للإرهاب،... و لكن في الآن ذاته تلمح في أعين الحاضرين بصيص أمل.
لتردّد ماجدة الرومي "عسلامة عسلامة يا تونس عسلامة"، بعد أن غابت لسنوات طويلة عن الساحة الفنيّة التونسية و انتظر الجميع عودتها بفارغ الصبر. كانت بدورها مشتاقة جدّا إلى الجمهور التونسي و الدليل أنّها استعدّت طويلا للوقوف على ركح مسرح قرطاج. فقد جاءت إلى تونس منذ شهر جوان ثمّ رحلت و عادت مبّكرا. و هي عادة دأبنا على تسجيل غيابها لدى الفنانين العرب باعتبارهم يسجلون حضورهم خلال اللحظات الأخيرة التي تسبق الحفل.
ثمّ بادرت ماجدة الرومي بأداء أغنية عن الشهيد و دور الجنود بساحة الوغى. و في رسالة إلى الشعب التونسي، أكدّت أنّ في الغناء و الاحتفال دليل على الصمود إزاء الوضع.
كانت تنوي الغناء عن الحبّ و السلام و لكنّها فضلت في بداية الحفل، أن تحدّث الجمهور عن أزمة لبنان و تذّكرهم بأقوال محمود درويش الذي عانى ألم الحرب لسنوات طويلة. كانت تريد فقط أن تبثّ الحماس في صفوف هذا الشعب التونسي الذي عاش أزمات عديدة طيلة الأسبوع المنقضي و لكنّه لم يستسلم. فوجدت أمامها شعبا صامدا كصمود الجبال يهتف من حين إلى آخر باسم وطنه أو بالحريّة.
و أدّت شحرورة الساحة الغنائيّة اللبنانيّة بعض الأغاني من ألبومها الجديد كأغنية "العالم إلنا" و "هيك نحب" و غيرهما من الأغاني ذات الإيقاع الكلاسيكي حيث اكتفى الجمهور بالتصفيق. و لكنّها أدت أغانيها القديمة كأغنية "كلمات" و "اعتزلت الغرام" و "ما حدا
بعبي مطرح بألبي". فتمايل الرجال و النساء مع إيقاع كلمات حبّ صادقة، و كلّ يحلم بحبيب أو خطيب أو زوج أو رفيق مناديا "حبيبي".
و ختامها مسك
و لعلّ مفاجأة السهرة هي أداء ماجدة رومي لكوكتال موسيقي تونسي يجمع بين أغاني تونسية قديمة (أول نظرة درباني، يامي لعوينة الزرقة، خلي بدلني...). و تمايل الجمهور الحاضر مع إيقاع هذا الكوكتال الذي اعتبرته ماجدة إهداء لتونس باعتبارها تؤديه لأولّ مرّة.
للإشارة، أبدعت الأوركسترا السمفونية التونسيّة بقيادة محمد مقني ، فقد اختلط صوت الكمنجة بصوتي البيانو و الناي و غيرهما من الآلات، مشكّلين لحنا أسطوريّا يجعل المواطن الثائر ضدّ الوضع بالبلاد ملاكا، بعد أن انتقلت بنا الموسيقى نحو عالم ورديّ تغيب عنه المعارضة و الحكومة.
ليكون ختامها مسك بأدائها أغنية "بني وطني" للراحلة عليّة. و لكم أن تتخيّلوا مدى تفاعل الجمهور معها بل إنّها أعادت أداء الأغنية مرّة أخرى رغم أنّ مدير المهرجان قد سلّمها باقة الورد و تذكارا رمزيّا. و لكنّها لم تكن تريد أن تغادر مسرح قرطاح دون أن ترفض و لو رغبة واحدة للشعب التونسي.
لقد غنّت ماجدة الرومي بقرطاج فأطربت الحاضرين و بثت فيهم شعور الحماس و الأمل، كأنّها تقاسمت معهم آلامها الماضية حين كان لبنان تحت وطأة الحرب الأهلية. و إن لم نكن نعاني من حرب أهليّة، فإننا نعاني من إرهاب إخوتنا. و لكن دموع الحاضرين البارحة قد جفت بفضل أغانيها و ألحانها السحريّة.
التعليقات
-
-
Celui qui a dirigé l
Soumis par Anonyme (non vérifié) le 6 أوت, 2013 - 13:07Celui qui a dirigé l'orchestre hier, c'est son frère -
لقد كان حفلا مميّزا... و
Soumis par يوسف (non vérifié) le 6 أوت, 2013 - 13:14لقد كان حفلا مميّزا... و محمد مقني هو من قاد الحفل -
أول نظرة دربني
Soumis par محمود (non vérifié) le 3 أكتوبر, 2013 - 16:50اين كلمات أغنية أول نظرة درباني
petite erreur dans l'aticle
Soumis par naouel (non vérifié) le 6 أوت, 2013 - 12:35