ليلى طوبال تعرض " ياقوتة "في الكاف : دعوة إلى " التمرّد " على العنف ضد المرأة والاتحاد الأوروبي يساند

ليلى طوبال تعرض " ياقوتة "في الكاف : دعوة إلى " التمرّد " على العنف ضد المرأة والاتحاد الأوروبي يساند

شهد مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف   يوم الجمعة 26 نوفمبر الجاري عرض مسرحية " ياقوتة " وهي من تأليف وتمثيل الفنانة ليلى طوبال وتندرج في إطار الحملة العالمية " 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة  " بدعم من الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء.

وقد حضر هذا العرض وأعطى إشارة انطلاقه  سفير الاتحاد الأوروبي رفقة سفيري إسبانيا وبلجيكا وعدد كبير من المتفرجين والمتفرجات من مختلف الفئات  والأعمار.

* تغيير العقليات بقضي على العنف

ألقى سفير الاتحاد الأوروبي بتونس كلمة موجزة ومعبّرة قبل انطلاق العرض قال فيها بالخصوص : " بقطع النظر عن هذه التظاهرة وهذا العرض نحن نحيّي المرأة التونسية التي نعتبرها مثالا يحتذى به في العالم العربي من حيث التحرر والحريات وريادتها في مجالات عديدة على غرار الفنون والأعمال والثقافة والعلوم. ويأتي هذا العرض في إطار الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة . ويرمز اللون البرتقالي الذي اخترناه إلى الأمل في أن يكون المستقبل أفضل . أما العنف ضد المرأة فليس  ظاهرة تونسية أو تخص بلدا معيّنا مهما بلغ من التطوّر. ففي أوروبا على سبيل المثال هناك امرأة على 5 نساء تتعرّض إلى العنف بمختلف أنواعه كل يوم . وقد تزايدت هذه الظاهرة في العالم مع ظهور جائحة كوفيد - 19 . ومن خلال هذه الحملة نرمي إلى تعميم المعلومة في العالم كله  والتذكير بالإطار القانوني والمؤسسي في تونس من أجل القضاء على العنف وإرشاد ضحاياه إلى المؤسسات التي تتكفّل بالضحايا وتقوم بتوجيهه والإحاطة بهنّ. وأعتقد أنه لن نتمكّن من القضاء على هذه الظاهرة السلبية إلا بتغيير العقليات ومن خلال وضع اليد في اليد من أجل تحقيق هذه الهدف. ولا شكّ أن " ياقوتة " لممثلة الكبيرة ليلى طوبال عمل في صميم الحملة وتعبير على التنديد بقوة بالعنف ضد المرأة ...".

* دعوة إلى التمرّد ؟

تحدثت ليلى طوبال في " ياقوتة " عن ظاهرة العنف بكثير من الجرأة ... العنف في مقرات العمل وفي الشارع وفي وسائل النقل وفي الوسط العائلي ... العنف الجسدي والجنسي والاقتصادي والمعنوي والسياسي واللفظي ... وغير ذلك من أنواع العنف . ومن خلال " ياقوتة " التي جاءت إلى الدنيا خارج إطار الزواج وتخلت عنها والدتها " للمجهول "  حمّلت ليلى طوبال مسؤولية العنف المسلّط على المرأة عموما للرجل الذي " لا يريد أن يسمع أو أن يتفهّم " ظروف المرأة ولا يريد أن يساعده أو أن يعاملها على أساس أنها كائن بشري يتمتّع بنفس الحقوق.

وختمت ليلى طوبال عرضها بدعوة إلى التمرّد و" الثورة " على السائد . وطلبت من المرأة مهما كان وضعها وموقعها أن تقول " لا " لكل من يمارس عليها نوعا من أنواع العنف وأن تتخلّص من خجلها ومن الدوافع التي تجعلها  تحجم عن تقديم شكوى ضد معنّفها بدعوى " الحفاظ على التماسك الأسري " أو خوفا من أن تخسر عملها أو درءا " للفضيحة " في مجتمع يمكن أن يحوّل الضحية إلى مذنبة ويحوّل الجلاد إلى ضحية.

* لست في " عركة نسويّة "

بعد عرض " ياقوتة " تم تنظيم  نقاش بحضور قضاة مختصين في قضايا العنف ضد المرأة وممثلين عن المجتمع المدني الشريك الرئيسي في أي عمل يهدف إلى القضاء على هذا العنف إضافة غلى عدد  من ممثلي وسائل الإعلام الوطنية المختلفة.وتم كذلك الاستماع إلى شهادات لنساء معنّفات روين تفاصيل عن معاناتهنّ مع العنف بمختلف ألوانه وأشكاله. وفي إجابتها عن " تهمة " تعميم مسؤولية العنف على كافة الرجال عوضا عن التركيز على دعوتهم ليكونوا شركاء في القضاء على العنف ضد المرأة قالت ليلى طوبال : " أنا في الحقيقة لم أقصد ذلك التعميم لأني لست في عركة نسوية بل في معركة إنسانية أساسها أن المرأة مضطهدة في كل مكان تقريبا . ومسرحية ياقوتة هي الحلقة الأخيرة من سلسلة سلوان وحورية اللتين عرضتهما سابقا لكني ألاحظ  أنه لم يتغيّر شيء تقريبا. فالعنف ما زال متواصلا وقد عبّرت عنه في ياقوتة مثلما أحسّ به وألاحظه وأعرفه من خلال آلاف الشهادات التي وصلتني. وبالرغم من أن لي أكثر من 35 سنة في المسرح فقد أحسست اليوم في الكاف بالذات ومن خلال ما تعنيه الكاف من نضال وتاريخ بأني قمت بعمل كبير في حياتي.".

* شعار وتكريم

تحمل هذه الحملة التي تنتهي يوم 10 ديسمبر المقبل تزامنا مع الإعلان العالمي عن حقوق الإنسان شعار " العنف ضد المرأة مرفوض ويعاقب عليه القانون : ما نقبلوش ". وقد حرصت ليلى طوبال على أن تهدي هذا العمل إلى روح والدها وإلى روح الفنانة الرسامة زينب فرحات وإلى روح لينا بن مهنّي اللتين تشتركان معها في المعركة الثقافية ضد التمييز وضد العنف المسلّط على المرأة.

* للتذكير فقط

إن تظاهرة 16  يومًا من النشاط لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات هي جزء من حملة دولية تقام كل عام. وتبدأ هذه الحملة في 25 نوفمبر  تزامنًا مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة وتنتهي في 10 ديسمبر الموافق لليوم العالمي لحقوق الإنسان. وهي  مبادرة من قبل نشطاء المجتمع المدني الذين (واللواتي ) عقدوا  اللقاء الأول لمعهد القيادة العالمية للمرأة سنة 1991 ويصادف هذا العام الذكرى الثلاثين لتأسيسه. ومنذ ذلك الحين شارك  أكثر من 6000 منظمة في ما يقارب 187  بلدا  في الحملة  التي وصلت إلى  أكثر من 300 مليون شخص في العالم.

جمال المالكي

 

التعليقات

علِّق