لو زرت "بكين" ستحفر في ذاكرتك هذه الأماكن للأبد ...

مدينة بكين هي عاصمة الصين وتتموقع بشمال البلاد وهي واحدة من أقدم المدن في العالم فلها تاريخ ثري يعود إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة .ولذلك يمكنك بسهولة أن تلحظ التناغم المعماري الفريد بالمدينة بوجود الطراز العصري والتقليدي معا. يبلغ عدد سكان المدينة قرابة 22 مليون نسمة، وهي بذلك العاصمة الوطنية الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم.
بكين كذلك هي ثاني أكبر مدينة في الصين بعد شانغهاي حيث تعد مدينة عالمية وواحدة من المراكز الرائدة في العالم للثقافة والدبلوماسية وهي أيضا مركز للمال والأعمال والتعليم والبحث والعلوم والتكنولوجيا والفن والسياحة ...
تتمتع المدينة بموقع استراتيجي مميز وتُعتبر من أهم الوجهات السياحية على مستوى العالم. حيث كانت بكين ثاني أكبر مدينة سياحية في العالم بعد شنغهاي في سنة 2018. لما تحتويه من المعالم الأثرية والمتاحف الوطنية حيث تضم سبعة مواقع للتراث العالمي لليونسكو.
رغم ما تسمعه ممن سبق لهم زيارة هذه المدينة وما شاهدته على القنوات التلفزية أو ما يصلك من محتوى عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي الا أن تواجدك على هذه الأرض أكيد سيخلق لديك الفرق. فما ستلمسه من تطور و جمال ونظام وأمن وأمان يفوق الوصف و يستحق فعلا أن يعاش.
فبكين مدينة المعالم النادرة و الطرقات الشاسعة النظيفة والمساحات الخضراء الملفتة و المحلات التجارية الفاخرة و النزل الفخمة التي تشحذ سلامك الداخلي و تعزز رغبتك في الاسترخاء من خلال تصاميمها العصرية الحديثة المعززة بلمسة تقليدية ثابتة تذكرك بعراقة هذا البلد و حضارته الفريدة الضاربة في القدم.
+أماكن تبقى في الذاكرة بعد زيارة بكين
ان تسنت لك فرصة زيارة هذه المدينة الآسرة فلا توفت عليك زيارة هذا الثلوث المميز : المدينة المحرمة -القصر الصيفي -سور الصين العظيم فالأكيد أنك ستعود بانطباعات استثنائية بعد هذه الزيارة عن هذا الشعب الفريد و هذه الحضارة العريقة .
المدينة المحرمة: من أكبر المباني الخشبية القديمة في العالم
الانطلاقة كانت مع القصر الإمبراطوري أو كما يطلق عليه "بالمدينة المحرمة" أو "المدينة القرمزية" أحد أبرز المعالم التاريخية الشهيرة وهو عبارة عن قصر كبير سكنه 24 إمبراطورا شُيد هذا المعلم الضخم على مساحة أرض مستطيلة الشكل على امتداد 961 متراً وبلغ عرضها 753 متراً، ولزيادة الأمان و لحماية سكانها تم حفر خندق مائي بعرض 52 متراً يحيط بكامل المدينة ، لتكون بمثابة قلعة محصنة. وقد سكن هذا القصر الإمبراطوري الأباطرة الصينيون وأسرهم لمدة حوالي 500 عام.
يحوي القصر على قرابة مليون قطعة أثرية وعلى باحات شاسعة جدا إضافة الى حدائق غناء وتماثيل مختلفة الأشكال والأحجام وهذا ما دفع منظمة اليونسكو لإدراج المدينة المحرمة ضمن لائحة التراث الثقافي العالمي، وتحول القصر إلى متحف منذ سنة 1987.
وحسب ما يروى عن هذه المدينة أنها احتضنت قرابة 3 ألاف جارية تخص أحد الأباطرة الذين سكنوها حيث كان كل ليلة يختار منها واحدة لتمضية الليل معه على أن تغادر ليتفرغ هو للنوم وحده وذلك في إطار الإجراءات الأمنية المشددة للحفاظ على سلامته. وكان الاختيار يقع على الجواري الأكثر جمالا وذكاءا واللاتي يكتسبن مهارات مختلفة لكسب رضا الامبراطور.
وقد كانت المدينة القرمزية فضاءا لاحتضان الاحتفالات والاجتماعات السياسية الكبرى وكانت و لاتزال أحد مراكز الجذب السياحية من داخل البلاد و خارجها. فهي تعد واحدة من أكبر المباني الخشبية القديمة في العالم وتحتل المرتبة الأولى بين جميع المتاحف والتراث الثقافي في العالم كما تعتبر واحدة من بين أكبر 6 قصور في العالم. لذلك فهي قبلة لقرابة 15 مليون زائر سنويا، وما زارها أحد الا وانبهر باتساع المكان وعظمة التصميم والمعمار المتناسق والفريد وبالخصوصية المذهلة التي يفوح منها عبق التاريخ وتخلد ذكرى المغادرين .
وقد سمي هذا المكان "بالمدينة المحرّمة" لأنها كانت تخضع لإجراءات أمنية جد صارمة حفاظا على سلامة الأسر الحاكمة وكان غير مسموح للزوار بالدخول إلى القصر لمئات السنين، في المقابل يسمح للإمبراطور ولأسرته والمسؤولين والموظفين فقط بذلك.
القصر الصيفي : روعة المعمار و سحر الطبيعة
الزيارة الثانية كانت للقصر الصيفي وهو قصر واقع بين مجموعة من البُحَيرات الشاسعة والحدائق والقصور في مدينة بكين هو موجود على تلة وعلى بحيرة كونمنغ وهي تُغطي حوالي 3 كيلو متر مُرَبَع، هذه التلة ترتفع 60 متر عن مستوى سطح البحيرة وفوقها مجموعة من المباني، في هَذهِ المباني توجد غرف رائعة و أروقة فريدة وخلف التلة يقابلها منظر طبيعي جميل. هذا القصر بُنيَّ أيام حكم أسرة جين بواسطة الإمبراطور هايلنج الجيني.
وحسب ما يروى عن هذا القصر أن الامبراطور الذي أمر بتشييده سعى الى أن يكون تحفة فنية و هدية خاصة لوالدته. في سنة 1998 تم تسجيل هذا القصر كواحد من مواقع التراث العالمي.
و تجدر الاشارة أن الفتيات الصينيات المقبلات على الزواج قريبا تقصدن القصر الصيفي للقيام بجلسات تصوير بالأزياء التقليدية فترى المكان يعج بلوحات فنية و مشاهد استثنائية تمتع الأبصار و تزيد من رغبتك في البقاء هناك .
سور الصين أكبر مشروع معماري قديم في العالم
لن تنتهي الرحلة في بيكين دون زيارة سور الصين العظيم و هو أحد أهم مواقع التراث العالمي وهو كذلك أعجوبة من عجائب العالم السبع التي يتوق الجميع لزيارتها .يُعرف السور في اللغة الصينية باسم "تشانغ تشنغ"، أي "السور الطويل"، ويُسمى أيضا باسم "سور وانلي العظيم"، ويمتد عبر شمال الصين من مقاطعة لياونينغ شرقا إلى قانسو غربا حيث يمر بتضاريس جغرافية مختلفة ومعقدة عبر الجبال و الهضاب ويخترق الصحراء ويجتاز السهول ويقطع الأنهار لذلك تعد الهياكل المعمارية للسور مختلفة و نادرة وقد تعاقب على بناءه عدة أباطرة و ساهم هذا الإنجاز المميز في تحصين الصين و توحيدها و لم شملها.
هذا المعلم التاريخي الهام يمتد على طول 21 ألف كلم ويحتوي على 6 ألاف برج مراقبة و ما بقي منه الى يومنا هذا سوى 30 % فقط لكنه لا يزال قبلة للسياح من كافة أصقاع العالم لأنه شاهد على صلابة و ذكاء الشعب الصيني.
بعد زيارة هذه المعالم الثلاث و الانطباعات المميزة التي تكونت لدينا عن هذه المدينة يبقى شغفنا متواصل لمزيد اكتشاف معالم جديدة في بكين خاصة أنها تحتوي كما سبق أن ذكرنا على 7 مواقع للتراث العالمي لليونسكو و الأكيد أنها جميعا تستحق المشاهدة.
التعليقات
علِّق