لم يفعلها حتى وزراء بن علي !! مدير ديوان الطيران المدني والمطارات يعيّن ابنه في اول قرار يتخذه على رأس هذه المؤسسة

       لم يفعلها حتى وزراء بن علي !! مدير ديوان الطيران المدني والمطارات يعيّن ابنه في اول قرار يتخذه على رأس هذه المؤسسة

قال السيد سميح السحيمي الاطار المجمّد (عملا وراتبا) بديوان الطيران المدني والمطارات الذي سيحال على مجلس التأديب "بسبب تصريحات صحفية" إن ما يحدث في الديوان الذي ينتمي إليه غريب وعجيب وإن التجاوزات في هذه المؤسسة العمومية "ما زالت ضاربة أطنابها"!

وحتى لا ندخل في متاهات لم يحن ربما أوانها فقد حدثنا السيد سميح عن واقعة معينة رأى فيها "حسن النية" و"حسن التصرف" في اموال المجموعة الوطنية على النحو المطلوب.

القرار عدد 1

الأمر يتعلق بعملية انتداب قد تكون عادية لولا أن الطرف المنتدب (أي المشغل) هو الوالد وأن الطرف المنتدب (اي الواقع انتدابه) هو نجل المنتدب ويؤكد السيد سميح السحيمي قائلا:"بعد أن تم تعيينه بصفة مفوض وقتي لتسيير شؤون ديوان الطيران المدني والمطارات فإن أول قرار اتخذه المفوض بوصفه المدير هو تعيين ابنه إطارا في الديوان وكان ذلك بتاريخ 22 فيفري 2011 (تاريخ امضاء العقد أما الابن فقد باشر العمل منذ أول فيفري الماضي)...هذا القرار الغريب يأتي اولا على حساب كفاءات عليا ومتخصصة ومحتاجة أو بالاحرى أولى بالعمل من نجل المفرض وثانيا لم نر مثله حتى من قبل وزراء بن علي.وأجزم أنه لو فعلها وزير سابق لوضع حالا في الحبس"!!

أكبره من حجمه

ويواصل السيد سميح السحيمي كلامه قائلا:"ينص الفصل الأول من قرار الانتداب على أن الابن قد انتدب في خطة "معماري" (وهي تسمية غريبة لأن في العادة نقول خطة مهندس معماري مثلا أو مهندسا مساعدا..الخ) متعاقد بالصنف 10 والدرجة الأولى وهذا الصنف وباعتبار أن الابن مجاز في غير اختصاص الديوان لا يحق له إذ أن أقصى ما يمكن له هو النصف F9 وهذا يعني أن المجاملات بدأت قبل أن يباشر الابن عمله أصلا".

"شهرية وزير"؟!

ويستغرب السيد سميح السحيمي مما أتى في الفصل الثالث من عقد الانتداب فيقول:" هذا الفصل يمنح الابن مرتبا خاما قيمته 989716 مليما وهو يمنحه زيادة شهرية بمبلغ 132 دينارا ومنحة شهرية تحيينية بمبلغ 232884 مليما..اي ان المرتب الصافي الذي يتقاضاه سيتجاوز 1500 دينار...!"

بلا وثائق!!

ويعلق السيد سميح السحيمي على الفصل الثامن الذي يقول: يجب على السيد طارق الفرحاني تقديم الوثائق اللازمة لتكوين ملفه وذلك قبل استئناف العمل وخاصة الشهادة الطبية ..(إلى آخر الفصل) قائلا:"إن هذا يعني أن السيد الابن قد باشر العمل (الاستئناف يعني أن هناك عملا سابقا) دون أن يتمم تكوين الملف اللازم في كل عملية انتداب خاصة في القطاع العمومي...وخاصة (مثلما جاء في الفصل) الشهادة الطبية التي لا يقبل أي ملف لا يتضمن هذه الشهادة!!".

"شهرية رئيس جمهورية"!

ويعود السيد مسحي للتعليق على ما جاء بالفصل الثالث فيقول: "إذا اعتبرنا الأجر الخام للسيد الابن وأضفنا الزيادة الشهرية والمنحة التحيينية فقط سيكون مرتب هذا الابن مع نهاية جانفي 2012 (تاريخ انتهاء عقد الانتداب بصفة متعاقد) أكثر من 4300 دينار وتحديدا 4378608 من المليمات...!وتلاحظون طبعا أن هذا المرتب لا يختلف كثيرا عن مرتب رئيس الجمهورية.

على حساب من؟

ويختم السيد سميح السحيمي حديثه قائلا:"على حساب من هذا الانتداب؟ وبأي حق يقوم هذا الوالد بتعيين ابنه بهذه الصفة؟ اليس هذا على حساب مستحقي العمل الفعليين بهذه المؤسسة؟ ثم أية ضرورة عمل تحجج بها الوالد لتعيين ابنه؟ أليس هذا ما يسمى "حسن التصرف في المال العمومي"؟ إن ما يحدث مهزلة حقيقية يجب أن يطلع عليها المسؤولون وأن يتخذوا إزاءها الإجراء اللازم وحالا".

لم أفهم!

سألت السيد سميح هل أن هذا الموقف ردة فعل على "مشروع" إحالته على مجلس التأديب نظرا للخلافات القديمة بين الطرفين فقال: "ليست ردة فعل على أي شيء فقط هي حقيقة لا يجب السكوت عنها مهما كانت التكاليف"!

أما أنا فلم افهم بعض ما جاء في الفصل الثالث من عقد الانتداب فالمعروف أن الزيادات في الاجور أو المنح تكون سنوية فإذا كان فهمي صحيحا فما معنى أن تمنح للابن زيادات شهرية وبهذه المبالغ بالذات؟ أريد أن أفهم لا غير.

جمال المالكي

 

 

التعليقات

علِّق