لمن يصطادون في الماء العكر... المـهـرجان العـربي لـلإذاعـة والتـلفــزيـون مكسب لتونس

لمن يصطادون في الماء العكر... المـهـرجان العـربي لـلإذاعـة والتـلفــزيـون مكسب لتونس

 

اختتمت امس الدورة الثالثة  والعشرون للمـهـرجان العـربي لـلإذاعـة والتـلفــزيـون في تـــونس و التي امتدت من  12 الى  15 جوان  بمدينة الثقافة الشاذلي القليبين 

بالشراكة والتعاون مع وزارة الثّقافة التّونسية ومؤسّستي الإذاعة والتلفزيون التّونسيّتين والمؤسّسة العربية للاتّصالات الفضائيّة "عرب سات".

و للتذكير فان هذا المهرجان يهدف المساهمة في تطوير الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني العربي ورفع مستواه على النحو الذي يلبّـي تطلّعات الهيئات الأعضاء والمبادئ التي تعمل من أجلها، وكذلك رصد الاتجاهات المبتكرة والجادّة في الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني العربي وتشجيعها في سبيل تنمية الطاقات الإبداعية العربية في هذا الميدان.  

ويشارك في فعاليات المهرجان  ممثّلون عن الهيئات الأعضاء في الاتحاد من ذوي الاختصاص في مجالات الإخراج والإنتاج وإعداد البرامج، وممثّلون عن شركات الإنتاج العربية الخاصة ووكالات الأنباء والمحطات الإذاعية والتلفزيونية الأجنبية الناطقة باللغة العربية، وكذلك ممثّلون عن الشبكات الإذاعية والتلفزيونية الخاصة والاتحادات الإذاعية والتلفزيونية العالمية. و يحتفي المهرجان بنخبة من ألمع نجوم الشاشة العربية والفنانين والمخرجين وكبار المسؤولين، والإعلاميين المتميّزين في الساحة العربية من خلال تقديم جوائز في اختصاصات متنوعة .

و قد كثر الحديث عن المهرجان في حلة هذا العام لعدة اسباب لعل من بينها اختيار الفنان المصري تامر حسني لاعتلاء ركح مسرح قرطاج في اختتام هذه الدورة و ما سيجنيه من مبالغ هامة من العملة الاجنبية عوضا عن فنان تونسي بحجم لطفي بوشناق او صابر الرباعي او غيرها من الاصوات التونسية و للعلم فان ميزانية المهرجان هي ميزانية مشتركة بين كل الدول العربية و ان المملكة العربية السعودية هي اكبر المساهمين فيها و عليه فان تونس غير معنية بالدفع للفنانين كما يروج و للجهة المنظمة حرية اختيار الفنانين و لا ننسى ان العرض الافتتاحي كان عرضا تونسيا وهو عرض "عطور عربية" لمحمد علي كمون  بقيادة المايسترو محمد بوسلامة وبمشاركة الفنان سفيان الزايدي.

وقد عاب البعض على هيئة المهرجان اخراج مسرح قرطاج من خصوصيته كمسرح اثري عريق من خلال كثرة الاضواء و اعتماد الشاشات العملاقة و كل تقنيات الابهار وهذا ما اثار استياء الكثيرين معتبرين ان تقديم عروض تضاهي العروض العالمية مكسب كبير لتونس وفتح افاق لاحتضان عروض عالمية مستقبلا خاصة ان المؤسّسة العربية للاتّصالات الفضائيّة "عرب سات" تكفلت بالبث صحبة التلفزة التونسية .

اما عن مقاييس توزيع الدعوات لدخول حفل الاختتام فحدث و لا حرج فقد هاج البعض وماج بخصوص هذه الشروط و المقاييس رغم ان الولوج سهل لموقع المهرجان و صفحته الرسمية مما يمكن ان يقدم للمستخدم الكثير من المعطيات تسقط كل الاحكام المسبقة التي يتم تداولها هنا و هناك . لكن ما يبعث عن الخجل هنا هو بيع و شراء لدعوات حفل الاختتام في السوق السوداء اما مراى الجميع و سائل ان يسئل اي النيابة العمومية من كل هذه التصرفات المسيئة لصورة تونس ؟ 

مهرجان عريق لاتحاد إذاعات الدول العربية خسرت تونس و للاسف رئاسته رغم تداول عدد من الاسماء التونسية المعروفة على قيادته منذ نشاته  حيث كان من المفترض ان تتظافر الجهود لاستعادة مكان تونس داخله خاصة ان مقر الاتحاد على اراضينا و هو موطن رزق للعديدين و هو ايضا بمثابة العرس العربي الذي يمكن ان يعزز اواصل التعاون بيننا كتونسيين و بين الاشقاء العرب في مجال الاعلام و غيرها من المجالات .فمن المعيب ان يرمى المهرجان  جزافا باشاعات لا تمت للواقع بصلة او ان يشهد تجاوزات مخجلة مثل بيع الدعوات يمكن ان تعكر الاجواء و تشوش على المهرجان و على نجاحات تونس عموما و على سمعتها في تنظيم كبرى التظاهرات على وجه التحديد.

 

 

 

 

 

التعليقات

علِّق