لماذا يصرّ السبسي على أن يفرض صورة بورقيبة على التونسيين فرضا ؟

لابدّ أنكم لاحظتم أن أي مسؤول يدخل قصر قرطاج ويلتقي رئيس الجمهورية ثم يدلي بتصريحات صحفية ( تلفزية طبعا ) نجده واقفا أمام صورة الرئيس الأول لتونس وهو الحبيب بورقيبة في حركة رمزية واضحة أراد من خلالها الرئيس السبسي أن يقول للتونسيين إنه يعشق بورقيبة وإنه " نسخة " من بورقيبة في كل شيء حتى في المظهر وقد رأينا ذلك أكثر من مرة . وهذه الطريقة معمول بها في مباريات الكرة حيث يجب على اللاعب أو المسؤول أو المدرب الذي يقع استجوابه أن يقف أمام لافتة تكتب عليها أسماء وعلامات الشركات المساهمة في عملية الاستشهار. لكن لماذا " يفرض " على الشخصيات التي تلتقي الرئيس في قصر قرطاج أن تقف أمام صورة بورقيبة التي تعود إلى زمن الحركة الوطنية ولا نظنّ أنها تدخل في إطار الاستشهار ؟.
ولئن لا يحقّ لأي كان أن يجحد أو ينكر على الرئيس حبّه وعشقه لبورقيبة فإن من حقّنا أن نتساءل : بأي حق يتم فرض مشاهدة الصورة ذاتها على كافة من يدلون بالتصريحات بمن فيهم أولئك الذين " لا يحبّون " بورقيبة ؟. فبورقيبة له بالتأكيد مريدوه وأنصاره القدامى والحاليين لكن له أيضا من يحملون عنه أسوأ الذكريات ولا فائدة في ذكر الأسماء أو الاتجاهات . وبما ان التلفزة الوطنية على سبيل المثال مرفق عمومي من حق جميع التونسيين فهل من حقّ فئة سياسية معيّنة ( بما فيها رئيس الجمهورية ) أن تفرض موقفها الخاص على البقية باعتبار أن الصورة وتعليقها في مكان ما موقف سياسي في النهاية طالما أنها في قصر رئيس من المفروض أن يكون رئيس الشعب التونسي بأكمله وليس رئيس أحباء بورقيبة فقط ؟.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق