لماذا لم يرضي خطاب الجبالي أحزاب الموالاة والمعارضة ؟

لماذا لم يرضي خطاب الجبالي أحزاب الموالاة والمعارضة ؟

بقلم : الناصر الرقيق

لم تكن كلمة حمادي الجبالي رئيس الحكومة في إطار إعلانه عن آخر التطورات فيما يخص التحوير الوزاري كما أرادها البعض سواء من الموالاة أو من المعارضة لكن في مقابل ذلك جاءت مرضية في عمومها خاصة بالنسبة لعموم الشعب التونسي على إعتبار أن الرجل تحدث بكثير من العقلانية و بلغة رجل الدولة الذي يحتم مركزه و يحترم ذكاء شعبه فكان خطابه مطمئنا للباحثين عن الطمأنينة من مختلف الأطراف و مخيبا لآمال الصائدين في المياه العكرة.
فرئيس الحكومة كان صريحا و واضحا في كلامه عن المفاوضات الخاصة بتشكيل حكومة جديدة حيث قال بأن صعوبات عدّة حالت دون التوصل للإتفاق حول التشكيلة الحكومية و رغم ذلك فقد شكر جميع الأطراف التي أظهرت من الإلتزام و الوطنية الشيء الكثير و أنه يحترم مواقفها لأن التحوير الوزاري ليس هدفا في حدّ ذاته بقدر ما يهدف للتوافق و توسيع قاعدة المشاركة في الحكم و في البناء الديمقراطي في هذه المرحلة الحساسة في تاريخ تونس الجديدة كما شدد على على ضرورة تحديد خارطة طريق لما تبقى من الرحلة الإنتقالية للوصول نحو الإنتخابات في أفضل الظروف.
طبعا هذه الإيجابية في كلام رئيس الحكومة قابلتها سلبية مقيتة من تيارات سواء من المعارضة أو من الموالاة فبعض المعارضين الذين يعارضون حتى إستنشاقنا للهواء لم يرق لهم أن يتكلم الجبالي بهذه اللهجة الإيجابية التي فيها الكثير من الحسّ الوطني لذلك سنجدهم كما عهدناهم دائما يشككون في كلّ شيء و لا يحسنون الظن بأحد و لا همّ لهم إلا الهدم و التدمير و الجلوس في المكاتب المغلقة للتنظير و التنبير دونما أي فعل أو قول إيجابي لا ماضيا و لا حاضرا و لا ربما حتى مستقبلا أما بعض التيارات داخل حركة النهضة و تحديدا التيار المتشدد فيها فمن المؤكد أنه لن تعجبه لغة خطاب الجبالي نظرا لما قد تراه فيها من نكوص عن النهج المتعالي و الخطاب الصدامي تجاه التيارات التي ترى فيها أعداء دائمة لا يصحّ التصالح معها تحت أي ظرف.
من بين الجوانب الإيجابية الأخرى في كلام الجبالي حديثه عن التسريع في تشكيل الهيئة العليا المستقلة للإعلام التي ستتولى على عاتقها تنظيم القطاع الإعلامي و النهوض به نحو الأفضل و هذا يدلّ دلالة واضحة أنه لا نية لدى هذه الحكومة أو التي ستليها للسيطرة على وسائل الإعلام عكس ما يتوهم البعض لأنه ليس بمقدور أي كان الآن و بعد أن سالت الدماء من أجل الحرية أن يأتينا من سيحاول إستعبادنا من جديد.
الآن يجب علينا جميعا أن نتفاعل بإيجابية مع بعضنا البعض نظرا لما تقتضيه المرحلة الحالية من ضرورة ملحّة للتوافق فيما بيننا و كذلك لما تحتاجه تونس من جهود جميع أبنائها حتى تتمكن من تجاوز هذه الفترة الإنتقالية التي يجب أن تنتهي بأسرع وقت لنمرّ إلى رحلة البناء لهذا الوطن العزيز على قلوبنا الذي ما أنفكّت تحاول بعض الشراذم المعزولة يمينا و يسارا أن تنغصّ علينا حبّنا له بإختلاقها لصراعات وهمية في ما بينها الخاسر الوحيد منها هم نحن أبناء تونس و أحبابها نظرا لكوننا لا نتمتع إلا بدعم منها في حين يأتيهم الدعم غربا و المدد شرقا.
 

التعليقات

  • Soumis par الخليل (non vérifié) le 27 جانفي, 2013 - 14:24
    إن بيان رئيس الحكومة كان إيجابياً في مجمله لكن هذا زمن النفاق كلمة الحق اصبحت لا تعجب و الصراحة اصبحت تؤذي أصحاب النفوس المريض و الصائدين في الماء العكر

علِّق