لماذا تضع التلفزة التونسية نفسها في أوضاع حرجة ثم تصلح الخطأ بخطأ آخر ؟

لماذا تضع التلفزة التونسية نفسها في أوضاع حرجة ثم تصلح الخطأ بخطأ آخر ؟


مثلما يعلم معشر الصحافيين التونسيين فقد غادرنا فجأة يوم أمس الزميل خالد الحداد وقد تولّت كافة المواقع الإخبارية تقريبا نشر الخبر مع صور مختلفة للراحل ... ولم يكن من الصعب على أحد العثور على صورة له على الأقل ليكون الخبر مكتملا على  الأقل من الناحية الحرفية.
أما القناة الأولى للتلفزة التونسية فقد اختارت مرّة أخرى السقوط في " الهواية " التي لا تليق بجهاز إعلامي تجاوز الستين حولا من العمر. ففي الأخبار الرئيسية للساعة الثامنة ليلا أوردت القناة خبر رحيل الزميل خالد الحداد " بين السطور " أي كخبر ثانوي لا قيمة له . وليس هذا فحسب إذ " استعصى " عليها على ما يبدو إرفاق الخبر بصورة الفقيد وهي رسالة سلبيّة جدا يمكن لكل منّا أن يقرأها بالطريقة التي يريد .
ولم يمرّ هذا الفعل في الخفاء إذ نزلت سيوف النقد والتعاليق من كل حدب وصوب واستهجن الجميع أن " تستخسر " التلفزة الوطنية على الفقيد صورة تقرّبه على الأقل ممّن لم يكن يعرفه بصفة شخصيّة ... ولم تراع القناة في تغييب الصورة حتى مشاعر عائلة الراحل .
اليوم أعادت القناة  خبر الوفاة خلال نشرة الواحدة ظهرا وقد أرفقتها بصورة قديمة بالأبيض والأسود وكأنها عاجزة عن إيجاد صورة أخرى لشخص توجد له مئات من الصور القديمة والجديدة .
إن التلفزة التونسية لم تنقطع أبدا عن وضع نفسها في مواقف حرجة ولا أحد يفهم لماذا . وما فتئت أيضا تصلح أخطاءها بأخطاء أخرى ولا أحد أيضا يعرف أو يدري لماذا . ويبقى السؤال الذي لا بدّ منه : هل إن هذه الأمور البديهيّة تتطلّب  نبوغا أو عبقرية  لتفادي الوقوع فيها والسقوط تحت طائلة اللوم والنقد والملاحظات ؟.
ج - م

التعليقات

علِّق