لماذا تحوّلت مجلّة " جون أفريك " من مدح بن علي وتلميع نظامه إلى " مختصة " في تشويه النهضة ؟

لماذا تحوّلت مجلّة " جون أفريك " من مدح  بن علي  وتلميع نظامه إلى  " مختصة  " في تشويه النهضة  ؟

 

خلال سبعينات القرن الماضي  وتحديدا في عهد بورقيبة وبداية الثمانينات  أيضا كانت مجلّة " جون أفريك " مرجعا للطلبة والمثقفين  المعارضين أو حتى أولئك الذين  لا يتّفقون مع خيارات النظام . وأذكر في سنة 1978  أنها كتبت مقالا عن تونس ( عنوان كبير ورئيسي على صفحتها الأولى ) زعزع أركان حكم بورقيبة نظرا لأنه جمع بين الجدية والسخرية في آن واحد . المقال كان  تحت عنوان  "  Tunisie : Attougua au pouvoir " أو إن شئنا الترجمة " تونس : عتّوقة في الحكم " .
وتحدث المقال الذي جاء بعد ترشّح منتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس العالم بالأرجنتين عن الشعبية الكبيرة التي أصبح يحظى بها اللاعبون ومدربهم عبد المجيد الشتالي . وقال  إنه لو تجرى في تونس انتخابات ديمقراطية ونزيهة  وقدّم عتوقة ( وهو لمن لا يعلم حارس النادي الإفريقي والمنتخب آنذاك واسمه الحقيقي الصادق ساسي ) ترشّحه أمام بورقيبة لفاز عليه بكل سهولة . ولم يكن اختيار عتّوقة في ذلك الوقت عفويّا وإنما المراد منه مقارنة بين زعيم بدأ يحيد عن مساره ويفقد شعبيته رغم ما يملك من شرعية تاريخية وثقافة ومستوى تعليمي إلى غير ذلك وبين لاعب كرة لا يملك شيئا مما يملك بورقيبة لكنه اكتسب شهرة  لدى ملايين من التونسيين بفضل الكرة .
وعندما انقلب بن علي على بورقيبة أرادت المجلّة بما لها من إشعاع دولي يتجاوز القارة الإفريقية إلى أوروبا بالخصوص أن تواصل مشاكسة بن علي الذي  يبدو أنه استطاع أن يروّضها بنفس الآليّة التي اشترى بها الكثير من ذمم وسائل الإعلام  التي انخرطت في تلميع صورة نظامه بمقابل يختلف باختلاف وسائل الإعلام واختلاف أوزانها وأحجامها .
ويؤكّد  الكثير من التونسيين خاصة في الوسط الإعلامي أن هذه المجلة   قد استفادت  من نظام بن علي بمبالغ طائلة مقابل أنها  كادت  على ما يبدو تصبح المختصة الأولى في تلميعه وتعداد خصائله  وإنجازاته ... وذهب بن علي ذات 14 من شهر جانفي 2011  فاختارت هذه المجلة أن تجرّب  " ثنيّة جديدة "  لعلّ  السماء تمطر عليها من جديد مليارات لكن يبدو أن السمكة لم تقضم الصنارة ... ولا أحد يدرك أو يفهم لماذا   تواصل إلى اليوم مهاجمة النهضة  متجاوزة بذلك كافة الأعراف الصحفية  التي يضمن أبسطها حقّ الرد لأي شخص أو أيّة جهة  تم التطرّق إليها في مقال أو تقرير مصوّر أو تقرير إذاعي وما إلى ذلك .
ومن منطلق الدفاع عن الحق فقط وليس أبدا من منطلق الدفاع عن النهضة التي تملك من يدافع عنها أحسن منّي سنورد لكم هاتين الروايتين ونترك لكم الحكم في ما بعد .
الرواية الأولى تفيد بأن المجلةّ كتبت وقالت إن مجموعة من المختصين في الاتصال تعقد اجتماعاتها في فيلّا بحي المنار لإعداد الشعارات والحملة الانتخابية الرئاسية لرئيس الحركة راشد الغنوشي ... وبالرغم من أن حركة النهضة ردّت  ( عن طريق  المكلف بمكتب الاتصال ) بصفة رسمية وراسلت المجلة طالبة استعمال حق الرد نافية أن يكون الغنّوشي قد اتخذ أي قرار في خصوص الانتخابات الرئاسة المقبلة  وأنه عكس ذلك تماما يدعم رئيس  الحكومة  ورئيس الجمهورية فإن المجلّة امتنعت عن نشر ردّ النهضة رامية بالقوانين والأعراف عرض الحائط .
وفي الرواية الثانية التي لم يمض عليها وقت طويل قالت المجلة إن راشد الغنوشي التقى سرّا  صحبة صهره رفيق عبد السلام  صهر الرئيس السابق صخر الماطري  بفيلّا غير بعيدة عن العاصمة القطرية الدوحة وقد دار بين الثلاثة نقاش حول  إمكانية عودة الماطري إلى تونس . ومرّة أخرى تطالب النهضة المجلّة بحق الردّ  الذي نفت فيه أن يكون قد حصل أي لقاء من هذا القبيل وأنه لم يحصل أي نقاش في أي موضوع كان . إلا أن المجلة ومرة أخرى تمتنع عن نشر الردّ بما بات يوحي بأن لها حسابات ضيّقة مع النهضة  بصدد تصفيتها في الإعلام .
وبقطع النظر عن الموقف الذي يمكن أن تأخذه " جون أفريك " من النهضة  ( أو من غيرها ) وهذا من حقّها  فإنه لا يعقل أن تضع هذه المجلة نفسها في موقعي الخصم والحكم  في آن واحد . وإذا سلّمنا بأن من حقّها أن تنشر ما تريد من الأخبار فإنه ليس من حقّها أن تمتنع عن نشر ردّ الجهة المعنية بأخبارها  التي يضمن لها القانون حق الردّ  حسب شروط معيّنة تختلف باختلاف وسيلة الإعلام .
جمال المالكي

نسخة من الردّ الأول  الموجّه إلى المجلّة
Messieurs, Par ce e-courrier, nous entendons une nouvelle fois exercer notre droit de réponse suite à la publication de l’article mentionné ci-dessus dans le journal et le site Internet « Jeune Afrique ». En effet, cet article fait une nouvelle fois mention de faits mensongers et préjudiciables à la réputation de M. Rached Ghannouchi et au parti Ennahdha qu’il dirige. Ainsi, ledit article affirme que « Loin du siège d’Ennahdha, dans un appartement d’El Manar (Tunis), un groupe de communicants s’active à poser les jalons de sa campagne.». Nous contestons vivement l’existence de toute équipe de « campagne », d’autant plus que M. Ghannouchi n’a pris aucune décision concernant sa candidature aux prochaines élections présidentielles. Votre article alimente, sans fondement, des rumeurs alors que le parti Ennahdha a rappelé son soutien à l’action du Président et de son gouvernement afin de permettre à la Tunisie de réussir sa transition démocratique et sa transformation économique et sociale. Quant à la cravate, c’est le choix personnel de M. Ghannouchi. Il ne faut y voir là aucune intention politique. Dès lors, nous souhaitons que « Jeune Afrique » publie l’intégralité de notre réponse, et ce en vertu de l’article 13 de la loi de 1881 sur la liberté de la presse. Veuillez agréer, Messieurs, nos salutations distinguées. Jamel Aoui Responsable Communication et Médias Parti Ennahdha Agissant pour le compte de Monsieur Rached Ghannouchi, Président du parti Ennahdha.
نسخة من الردّ الثاني الموجه إلى المجلّة
Messieurs, Par ce e-courrier, nous entendons exercer notre droit de réponse suite à la publication de l'article mentionné ci-dessus sur le site Internet « Jeune Afrique ». En effet, cet article fait mention de faits mensongers préjudiciables à l'honneur et la réputation de Monsieur Rached Ghannouchi, ainsi qu'au parti Ennahdha qu'il dirige. Ainsi, ledit article affirme que « Sakr el-Materi a discrètement rencontré Rached Ghannouchi, président du parti Ennahdha, et son gendre, Rafik Bouchlaka, dans une villa non loin de Doha (Qatar) ». Or nous contestons avec vigueur cette allégation qui étaye votre raisonnement, comme nous contestons plus globalement toute « négociation » entre Monsieur Rached Ghannouchi et Monsieur Rafik Bouchlaka d'un côté et Monsieur Sakr el-Materi de l'autre. Nous nous étonnons qu'un média aussi respectable que le vôtre puisse relayer des « informations mensongères » sans vérification préalable par vos équipes. Dès lors, nous souhaitons que « Jeune Afrique » publie dans la journée l'intégralité de notre réponse, et ce en vertu de l'article 13 de la loi de 1881 sur la liberté de la presse. Et que cette réponse soit systématiquement associée à l'article en question. Veuillez agréer, Messieurs, nos salutations distinguées. Jamel Aoui Responsable Communication et Médias Parti Ennahdha Agissant pour le compte de Monsieur Rached Ghannouchi, Président du parti Ennahdha.
 

التعليقات

علِّق