لماذا ادّعت عبير موسي أن رئيسة الحكومة تجمّعيّة ولماذا لم تقدّم دليلا على مزاعمها ؟

لماذا ادّعت عبير موسي أن رئيسة الحكومة تجمّعيّة ولماذا لم تقدّم دليلا على مزاعمها ؟

صرّحت منذ قليل رئيسة حزب الدستوري الحرّ ( وهو سليل التجمّع الذي ه بدوره سلسل حزب بورقيبة ) بأن رئيسة الحكومة الجديدة نجلاء بودنّ " تجمّعيّة " وأنها كانت " تحضر معهم " في لجان تفكير التجمّع  لكن دون أن تقدّم أي دليل على هذا الإدّعاء.

أنا لست هنا مدافعا عن نجلاء بودنّ التي لا أعرفها أصلا . لكن أريد أن أفيد الناس ببعض الملاحظات عسى أن يدركوا الأهداف الحقيقية لمزاعم عبير موسي :

- أوّلا : دأب حزب التجمّع المقبور في سنواته الأخيرة على  محاولات احتواء العديد من الشخصيات التونسية التي يرى أن لها بعض الإشعاع هنا أو هناك بمن في ذلك بعض المعارضين. وقد نجح في احتواء البعض ممّن انضمّوا وانخرطوا بالفعل في التجمّع وأصبحوا من أعضائه بينما فشل في احتواء آخرين . وحتّى يوهم الناس في الداخل والناس في الخارج أنه " منفتح " على الكفاءات لم يدخل في صدام معهم بل كان يدعوهم إلى ندواته وتظاهراته ولجانه لسبب وحيد وهو أن يستفيد من أفكارهم ... وهذه كانت قمّة في الانتهازية  لا شكّ أن عبير موسي تدركها جيّدا.

- ثانيا : أنا شخصيّا دعيت أكثر من مرّة للحضور في إحدى تلك اللجان وكان الجميع يعرف أنه من المستحيل أن أكون في يوم من الأيام " تجمّعيّا " مثلهم . وعندما حضرت في بعض المناسبات ذهبت بصفتي المهنيّة لا غير... وقد ذهبت كذلك مرّتين إلى دار التجمّع بشارع محمد الخامس بصفتي المهنيّة أيضا ... فهل تجرؤ عبي موسي مثلا أن تقول إني تجمّعي ؟.

- ثانيا : أعرف الكثير من الشخصيات ( من المحامين والأساتذة الجامعيين بالخصوص ) كانوا يتلقّون دعوات من التجمّع لحضور ندوات لجان التفكير. هؤلاء كانوا مستقلّين بأتم معنى الكلمة . وكان أغلبهم يذهب إلى تلك الندوات ليس إيمانا بقيمتها أو جدواها بل اتّقاء لشرّ بعض التجمّعيّين في صورة ما إذا رفضوا الحضور على غرار أنهم يوضعون على " قائمات سوداء " أو تتم عرقلتهم أو عرقلة أفراد عائلاتهم في حياتهم المهنيّة أو حتى في حياتهم الخاصة . ولا أشكّ لحظة واحدة في أن السيدة عبير موسي تدرك هذا جيّدا وهي " الخبيرة القديمة " في بعض هذه التصرفات وخاصة في مجال المحاماة ... ولا فائدة في ذكر تفاصيل يعرفها الجميع.

- ثالثا : بحكم أننا بتنا نعرف تقريبا طبيعة عبير موسى فإن ذلك يحيلنا على السؤال التالي : إذا كانت تملك دليلا ماديّا واحدا على أن السيدة نجلاء بودنّ كانت " تجمّعية " مثلما تزعم هل كانت تتردّد لحظة واحدة في " كشفها وفضحها " مثلما فعلت مع " رفيق الدرب " سباقا محمد الغرياني؟.

- رابعا : لن أجيب عن السؤال الأخير. وأظنّ أن كل شيء بات واضحا وأن هناك من لا يترك فرصة " للتشويش " على كل شيء في أي وقت وفي أي مكان ...مثلما كان الأمر  قبل 25 جويلية تحت قبّة البرلمان.

جمال المالكي 

التعليقات

علِّق