لكل تونسي " رئيس حكومته " الخاص فلماذا التركيز على " التجمّعي في الدمّ " حاتم بن سالم ؟؟؟

لكل تونسي " رئيس حكومته " الخاص فلماذا التركيز على " التجمّعي في الدمّ " حاتم بن سالم ؟؟؟

بدأت هذه الأيام بعض الصفحات " تتحرّك " من أجل " تحريك " اسم وزير التربية سابقا ( في عهد بن علي وفي عهد الباجي ) محمد بن سالم . وفي هذه العمليّة تكررت الأوصاف والعبارات و " المدائح " من قبيل " رجل دولة بامتياز " و " وطني وذو كفاءة عالية " و " رجل المرحلة بامتياز " ... وغير ذلك من الأوصاف التي يرتقي بعضها إلى مرتبة " الغزل " الذي لم يقله مالك في الخمرة .

وفي الحقيقة فإن هذا التوجّه مفضوح جدّا ولا أدري من يقف وراءه لكن الأكيد أن نجد بعض الصحافيين قد خصّصوا صفحاتهم للحديث عن حاتم بن سالم وخصائل حاتم بن سالم وفضائل بن سالم ومناقب حاتم بن سالم حتّى يخيّل لمن يقرأ أن تونس لم تنجب وزير تربية أفضل وأكثر كفاءة منه منذ الإستقلال إلى الآن .

إن الحكاية مكشوفة ومفضوحة والغرض منها التأثير على قرارات رئيس الجمهورية والتأثير على الرأي العام كي يقبل فكرة تعيين هذا الوزير السابق في منصب رئيس الحكومة . وقد سعت بعض التعاليق إلى التأكيد أنه " لن يقبل لأن له شخصية قوية ولا يرضى أن يكون وزيرا أوّل ..." وما شابه هذا من أدوات " التمنّع " المزعومة التي توهم الناس بعكس ما هو موجود في الواقع.

إن هذا الأسلوب الرخيص دليل على :

- انخراط البعض ( وللأسف بعض الصحافيين المعروفين ) في لعبة رخيصة جوهرها الدعاية لشخص ما ... وغالبا لا يستحق حتى مجرّد الحديث عن اسمه.

- تصحّر فكري رهيب للبعض من الناس الذين لا يتأقلمون مع العصر ولا يؤمنون بأن تونس أنجبت وستنجب إلى نهاية الكون كفاءات من النساء والرجال لكن للأسف كلّما ضاق المجال الفكري لهؤلاء التفتوا إلى الوراء واختاروا من " الآثار " والتاريخ ما يناسبهم ويناسب مصالحهم لا غير.

- الإيهام بأن تونس " عاقر " وأنه ليس في الإمكان أفضل مما كان ... وهؤلاء هم في الحقيقة من كانوا سببا في أن تخسر تونس حوالي 5 سنوات من عمرها عندما وصل التجمّع وذلك " الخليط العجيب " إلى سدة الحكم في مستوياته الثلاثة : رئاسة الجمهورية التي اختاروا لها واحد من التاريخ ورئاسة الحكومة ورئاسة مجلس النواب التي اختاروا لها واحدا لم يترك مفاصل الدولة منذ سبعينات القرن الماضي إلا في فترات معيّنة ( محمد الناصر ) .

- الكذب على الناس بادّعاء صفات إيجابية ليست موجودة أصلا في الشخص المراد " فرضه " في مسؤولية معيّنة . و محمد بن سالم ( وهذا رأيي الشخصي الذي أعرف جيدا أن الآلاف من الناس يوافقون عليه ) ليس بهذه الصفات بل بالعكس هو واحد من الانتهازيين بامتياز... وواحد من  " المخلصين " لبن علي ونظامه وقد كان واحد من أسباب تدهور التعليم في تونس ووصوله إلى ما دون الحضيض شكلا ومضمونا ... وكلّنا يعرف مدى الخراب الذي حلّ بالمجتمع جرّاء نمط التعليم الذي تم فرضه في عهد بن علي.

وإضافة إلى ذلك فهو شخص غير صادق . ولعلّ أصدق دليل على أنه غير صادق تصريحه الشهير الذي قال فيه : " عندما أرى معلّما ما زال يكتب بالطباشير أصاب بصدمة " وكان ذلك خلال زيارة أداها إلى ولاية جندوبة ... ولا شكّ أن وزيرا يقول هذا الكلام وهو يعرف جيّدا أنه يكذب على الناس وعلى نفسه فهو وزير غير جدير بوزارته وشخص لا يقول الحقيقة وبالتالي لا يؤتمن على مسؤولية تم تكليفه بها.

وفي كافة الحالات لا أعتقد أن رئيس الجمهورية ستنطلي عليه مثل هذه الألاعيب. فهو يعرف بما فيه الكفاية ولا أظنّه يعيّن شخصا هو يعرف جيّدا أنه ليس الشخص المناسب حتى لا أقول شيئا آخر.

وعلى هذا الأساس أرجو أن تكف هذه الصفحات عن هذه " اللعب " التافهة ... وأرجو خاصة من بعض الصحافيين الذين أعرفهم جيّدا ويعرفونني جيّدا أن يترفّعوا عن هذه الأفعال التي تسيء إليهم أكثر مما تنفعهم .

جمال المالكي  

التعليقات

علِّق