لقاء " الباراج " يكشف : حكم مشكوك في أمره ... جامعة لا يعنيها شيء ... وزارة عاجزة وكرة متعفّنة " بفضل " الدكتاتور

لقاء " الباراج " يكشف : حكم مشكوك في أمره ... جامعة لا يعنيها شيء ... وزارة عاجزة  وكرة متعفّنة  " بفضل " الدكتاتور


اللقاء الفاصل الذي دار ليلة أمس بملعب رادس بين القوافل الرياضية بقفصة واتحاد بن قردان   سيظل عالقا دون شك بالأذهان  لأنه لم يكن لقاء عاديا  بكافة المقايسس .
هذا اللقاء كان فرصة أخرى نكتشف من خلالها أنه ليس لنا وزارة شباب ولا رياضة ولا هم يحزنون ... وليس لنا أعضاء جامعة  إلا في الأماكن التي يريدون ... وليس لنا تحكيم إلا أولئك الذي لا يخرجون عن طوع وديع الجريء حتى لو كان ذلك على حساب عرق الآخرين وتعبهم وتضحياتهم بالإضافة طبعا إلى أننا نكتشف مرّة أخرى أنه ليس أكبر وأعظم خطر يهدد هذه البلاد من هذا " الوديع " الذي فعل ما لم يفعله الماغول أو التتار بدولة  الخلافة الإسلامية .
سيبقى في البال لأنه بصم بالعشرة على كلام أيمن شندول الذي قال في أكثر من مناسبة : " مادام وديع الجريئ في الجامعة بن قردان ما تطيحش " ... سيبقى في البال لأنه أقام الدليل مرّة أخرى على أن أعضاء الجامعة   حريصون على " مدّان وجوههم " كلّما تعلّق الأمر بالمناسبات الكبرى ومقابلات الفرق الكبرى  وغائبون تماما عن اللقاءات التي ربما ليست لهم فيها مصلحة من أي نوع كان . وقد شهد ملعب رادس أمس غيابا تامّا لأي مسؤول من الجامعة وأي مسؤول من الوزارة  التي تقيم الدليل كل مرة على أن وجودها كعدمه طالما أنها " لا تبلّ ولا تعلّ " ولا تستطيع أن تأخذ أي قرار لمصلحة الرياضة في تونس .
سيبقى في البال لأننا رأينا فيه حكما  يهضم حقوق الناس مبتسما كأنه يترشّف قهوة ... يسطو على حقوق الناس كأنه يقدّم مساعدة  لمنظمات إغاثة إنسانية ... ينتظر أول فرصة ليكشف عمّا بداخله وبأنه جاء من أجل مهمّة وحيدة وهي " إرضاء الوديع " حتّى لو اقتضى الأمر أن يغضب كافة سكان قفصة وكافة الذين شاهدوا اللقاء ويكرهون الظلم بطبعهم ...
سيبقى في البال لأنه دليل آخر على أن رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم فعل ما عجز عنه  الماغول والتتار في بلاد العرب . لقد استطاع أن يزرع بذور الفتنة والانقسام والكره بين الأشخاص والجهات بصفة لا مثيل لها . وحتى عندما كانت الكرة رهينة عند سليم شيبوب وعثمان جنيّح لم تكن النعرات الجهوية بالحدة التي نراها اليوم والفضل طبعا يعود إلى " الوديع " الذي فعل كل ما يريد دون أن يحاسبه  أحد . ولعلّ في هذه الجملة التي سمعتها أمس من صديق رصين ليست له أيّة مشكلة مع أي فريق تونسي ولا مع أيّة  جهة  من جهات البلاد التي يعرف 90  بالمائة من ترابها وله أصدقاء في كل شبر فيها معنى كبيرا  إذا قال قبل  اللقاء : " نتمنّى قفصة تربح ...موش شماتة في بنقردان ... لا والله لكن شماتة في وديع الجريئ .".
وتبقى كذلك بعض الملاحظات والأسئلة التي لا بدّ منها : لو كان رئيس الجامعة نزيها وعادلا  ولا فرق  عنده بين فريق وفريق لماذا لم تجلب  الجامعة طاقم تحكيم أجنبيّا  تفاديا  لأي تأويل وأي تأثير وأي ريح يمكن أن تأتي من "  باب " تعيين الحكم الصادق السالمي الذي يؤكّد أكثر من طرف أنه  من حاشية الوديع ؟.  إذا كان الحكم عادلا ويريد أن ينجح في إدارة اللقاء بقطع النظر عن نتيجته لماذا رفض أن يعود لاعبو قفصة إلى الميدان وسارع بالإعلان عن نهاية اللقاء بمجرّد أن دخل لاعبو القوافل إلى الميدان .؟ لماذا أصرّ السالمي على " تطبيق القانون " والحال أن غياب لاعبي قفصة لم يتجاوز 8 دقائق  والحال أيضا أننا شاهدنا لقاءات توقّفت أكثر من 25 أو 30 دقيقة  ( دون  سبب يستوجب كل ذلك الوقت ) ومع ذلك تم استئناف اللعب فيها  وكأن شيئا لم يكن ؟. لو كان فريق  آخر من الكبار مكان القوافل هل كان السالمي يفعلها على الأقل في هاتين اللقطتين : منح ضربة جزاء  بتلك الصفة وإعلان نهاية اللقاء بتلك الصفة أيضا ؟. طبعا لم يكن له أن يفعل ذلك لأنه يعرف أن الدنيا قد تتزلزل تحت قدميه وأنه قد ينسى التحكيم نهائيّا .
ويبقى كذلك أن نسأل مثلما تساءل الكثير ليلة البارحة : هل أصاب رئيس  القوافل عندما أمر لاعبيه بالانسحاب أم كان مخطئا وحرم فريقه من فرصة من ذهب للعودة إلى قسم النخبة ؟. وفي الحقيقة فإن الإجابة صعبة  لأنها تحتمل كل شيء . ومع توقّع كافة الاحتمالات  يبقى الرئيس  تحت طائلة اللوم لعدّة أسباب لعلّ أهمّها : إذا كان يعرف أنه خاسر بكافة الطرق وأن القوافل ليس لها أي نصيب من الحظ مطلقا فلماذا لم يبق في قفصة  أصلا فيتجنب بذلك المصاريف ووجع الدماغ ؟. إذا كان رئيس القوافل يعرف أن الحكم ظالم  وأنه لن يمنح فريقه حقّه ألم يكن من الأفضل مواصلة اللعب حتى يكشف للتونسيين وكافة الذين كانوا يتابعون اللقاء خارج البلاد حقيقة ما دبّره الحكم  مثلما قال رئيس القوافل أي لماذا لم يتركه ينهي " جريمته "  ( والكلمة استعملت أمس في أكثر من مرة ومن قبل أكثر من طرف ) إلى النهاية  فلعلّ ذلك يمكّنه من أدلة إضافية ضدّ الحكم تكفي لكسب تعاطف أكبر من قبل أكبر عدد ممكن من التونسيين ومن غير التونسيين ؟.
وفي كافة الأحوال ومهما قيل ويقال تبقى لنا قناعات ثابتة وحقائق لا تقبل الدحض وهي أن كرتنا تعفّنت وبلغت أعلى درجات التعفّن خاصة في عهد وديع الجريء وفي ظلّ وزارة  ترأسها وزبرة جاءت لهذا المنصب في قالب غلطة وعاجزة حتى عن توجيه إنذار شفاهي إلى  " ديكتاتور " الكرة وديع الجريء ... وأيضا في ظل أندية تنافق وتصادق ... ثم تبكي وتنتحب  وتندب خدودها في ما بعد وهي التي ساهمت في وجود الكوارث التي تعيشها الكرة في تونس .
جمال المالكي 

التعليقات

علِّق