لا يوجد أي تفسير منطقي لما حصل : هل شتم المدرّب بلماضي لاعبنا علي العابدي ؟
شاهدنا خلال لقاء الأمس بمدينة عنابة بين منتخب الجزائر ومنتخبنا الوطني كيف توتّرت الأجواء على حافة الملعب وكادت الأمور تتطوّر إلى ما هو أسوأ لولا تدخّل العقلاء من الجانبين لتهدئة الأوضاع.
وأصل الحكاية ذلك " الاشتباك " الذي حصل بين مدرب الجزائر ولاعبنا علي العابدي . وبكل صدق لم نفهم حقيقة ما جرى لـه لا شيء في الحقيقة يجعل الأمور تصل إلى ذلك الحدّ من التشنّج. فاللقاء كان وديّا رغم أن التنافس ليس بدعة بين تونس والجزائر منذ أول لقاء جمع بينهما قبل عقود من الزمن . ثانيا ما زلنا عندما حصلت المناوشة في بداية اللقاء بحيث لا المدرب يمكن له أن يلوم لاعبنا على " تعمّد إضاعة الوقت " مثلا ... ولا العابدي يمكن أن يفسّر لنا سبب إصراره عل افتكاك الكرة من بين يدي بلماضي وهو الذي يتقدّم فريقه في النتيجة عندما حصلت الواقعة.
ماذا بقي إذن لتفسير ما حدث ؟. لقد قلنا وقال غيرنا أيضا إن السبب الوحيد الذي يجعل العابدي يردّ الفعل بتلك الطريقة هي أن يكون مدرب المنتخب الجزائري قد شتمه ووجّه له كلاما جارحا... وحتّى هذا السبب لا نراه كافيا ليحصل ما حصل لأن أي لاعب معرّض لكافة الاحتمالات في كافة اللقاءات والملاعب وعليه أن يتصرّف بشيء من الحكمة والهدوء مع كل المواقف. ولو أن كل لاعب يتعرّض إلى السب أو الكلام الجارح فيردّ الفعل مباشرة لما كتب لأي لقاء في العالم أن ينتهي نهاية عادية.
وفي هذا السياق قالت إذاعة " RMC " إن علي العابدي اتّهم بالفعل المدرّب بلماضي بأنه شتمه . وقد يكون هذا المدرّب ( بل ربما هذا مؤكّد بدليل تصرّفاته التي رأيناها جميعا ) منفعلا بسبب تأخّر فريقه في النتيجة منذ الدقيقة 13 من الشوط الأول. لكن ما حدث كان في الدقيقة 29 ويبدو أنه لم يستسغ أن يتباطأ العابدي في لعب الكرة ( تماس ) ورأي في كونه شرب جرعة ماء محاولة لإضاعة الوقت ... وهذا طبعا ليس صحيحا لأن اللاعب بشر يحتاج في أي وقت إلى شرب الماء...ثم من يريد إضاعة الوقت لا يفعل ذلك منذ الدقيقة 13 من اللقاء.
ومهما كان الأمر فإن المهمّ الآن أنه الأمور وقفت عند ذلك الحدّ خاصة أننا رأينا جميعا كيف عانق العابدي مدرّب الخضر بعد أقل من دقيقة مما حدث ... وهذا هو المطلوب لأن علاقتنا بالجزائر ستظلّ أكبر وأعمق من مجرّد حادث عابر قد يحصل في أي ملعب في العالم.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق