من كثرة ما رأينا من عجائب وغرائب في هذه البلاد لم يعد أي شيء يثير فينا العجب  حتى ما حصل أمس بمدخل مدينة مجاز الباب التابعة لولاية باجة يوم أمس الخميس 14 ديسمبر 2017 . فقد قامت دورية أمنية بإيقاف سيارة إسعاف ( نعم سيارة إسعاف ولم نخطئ في التسمية ) يبدو أن مريضا في حالة حرجة كان على متنها في اتجاه المستشفى المحلي أو أحد المستشفيات الأخرى . سائق سيارة الإسعاف كان قد شغّل أضواءها المميزة وشغّل صفارتها المعروفة وهذا أمر عادي باعتبار أن هذه السيارة  تتمتّع بالأولوية المطلقة في الجولان سواء في تونس أو في كافة أنحاء العالم .
وبالرغم من كل هذا فقد أوقف أعوان الدورية  السيارة  بدعوى أن سائقها  لم يتوقّف عند علامة " قف " . وقد حاول السائق أن يفهم الأعوان أن سيارته تتمتّع بالأولوية وأنه ليس ملزما بالتوقف عند علامة التوقّف ( ستوب )  وأن كافة قوانين المرور تمنحه هذه الأولوية ولا تلزمه بالتوقف إلا أن كافة جهوده في " الإقناع " باءت بالفشل إذ خيّروه بين دفع غرامية مالية قدرها 60 دينارا أو حجز رخصة القيادة .
إلى هنا انتهت هذه القصة التي يشيب لها رأس الرضيع هولا ولا ندري ماذا حصل بعد ذلك . لكن نريد أن نسأل المسؤولين الكبار عن أعوان هذه الدورية : هل إن هؤلاء الأعوان يجهلون فعلا أن سيارة الإسعاف في كافة أنحاء العالم تتمتع بالأولوية المطلقة وبإمكانها أن تسير على الرصيف إن لزم الأمر وفي الإتجاه الممنوع أيضا  وفوق سطوح البنايات  إن اقتضت مهامّها ذلك  أم تراهم يعرفون ولا يريدون أن يعرفوا ؟؟؟.
سؤال أخير: هل يعرف هؤلاء الأعوان أن من واجبهم أن يفتحوا الطريق أمام أيّة سيارة إسعاف  وفي أي اتجاه ( صحيح أو ممنوع ) لتسهيل مرورها حفاظا على حياة البشر... أم تراهم لا يريدون أن يعرفوا ؟؟؟.
ج – م