لا فرق بينها وبين " التجمّع " : متى تتوقّف " نسمة " عن المتاجرة بفقر الناس وآلامهم ؟

بالرغم من التنبيه وقرارات الإيقاف الصادرة عن الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري في أكثر من مرّة ما زال برنامج ّ خليل تونس " مستمرّا على نفس النهج ونفس التصوّر . يبدو أن " باعث القناة " لا يبالي بالقرارات والملاحظات والنقد والانتقادات إذ يبدو أن الغاية الانتخابية أكبر عنده من كافة الغايات .
هذا البرنامج الذي يبدو في ظاهره " إنساني " ويهدف إلى مساعدة الناس على تجاوز فقرهم وهمومهم وظروف حياتهم القاسية ( وقد يكون ذلك صحيحا ) لا يخفي ظاهرة قديمة تأصّلت لدى الكثير من مسؤولي الدولة خاصة في عهدي بورقيبة وبن علي . فقد كان التجمّع اللادستوري اللّاديمقراطي يمعن في إذلال الناس واستغلال حاجتهم وفقرهم للظهور أمام الرأي العام الوطني والدولي في مظهر المنقذ " الحنيّن " الذي يرعى مواطنيه ويشفق عليهم والحال أنه سبب فقرهم وآلامهم وأن ما كان يقوم به ليس مزيّة ولا منّة منه بل واجبا كان عليه أن يفعل أضعافه عسى أن يحقق بعض العدل بين الناس .
وعلى غرار " التجمّع " وما كان يفعله " باعث القناة الأول " العربي نصرة في " حنّبعل " هاو هي قناة نسمة تواصل نفس " الفلسفة " التي حتى إن كان ظاهرها خير ورحمة فهو لا يخرج عن إطار إذلال الناس حين يتم تصويرهم ( وربما إجبارهم على التصوير أو مقايضتهم ) وهم يتسلّمون الإعانات ثم يشكرون القناة وصاحب القناة وابن صاحب القناة المتوفى رحمه الله .
ومهما كانت الغايات " نبيلة " وإنسانية فإن إخراجها في ذلك الشكل المذلّ الركيك يفرغها من محتواها ويفقد أصحابها " الأجر " الذي ربما يبتغون .
وعلى هذا الأساس لا بدّ من مراجعة الطريقة والكف عن تصوير الناس وهم غارقون في همّهم وغمّهم . وليتأكّد أصحاب البرنامج أن هذا ّ الماتراكاج " الإعلامي المكثّف يؤدّي إلى نتائج عكسية لما يتصوّرون . وعندما يجدّ الجد وتأتي الانتخابات فلن يجدوا من هؤلاء الذين أذلّوهم إلا القليل النادر الذي سيمنحهم الأصوات .
ج - م
التعليقات
علِّق