لا تطرف ولا رجعية الشعب يريد الحرية
بقلم : أميرة العلبوشي
لم يتورع الشعب التونسي عن المطالبة برحيل الرئيس المخلوع عندما تأكدوا انه بصدد قمع المواطنين بل و قتلهم في المناطق الداخلية لإخماد غضبهم نهائيا .
و رغم محاولات بن علي لدفع التونسيين للتراجع والخنوع والاستسلام الذي فرضه عليه على مدى 23 سنة إلا انه فشل و عجز عن مجابهة غضبهم .
فما عاد التونسي يرضى بالخضوع لوصايته التي فرضها على المجتمع ووضع الدين و الحرية والديمقراطية في مقاربات خاصة به و فرضها على الناس فرضا بل وإعطائها صفة المكاسب. ثورة أكدت أن تونس في حاجة لمن يضحي و في حاجة لمن يقول لهم بالأفعال لا بالأقوال ما الذي يجب عليهم فعله و فيما كان أحرار سيدي بوزيد و القصرين و تالة تحت وابل من الرصاص الحي خرجت سيارات مكتراة فرحة مهللة بخطاب المخلوع ليلة 13 جانفي تجوب حي النصر و المناطق الراقية لتسخر من غضب الشعب و من الأرواح التي كانت تتساقط لمجرد أنها قررت تكذيب "خطاب الوداع" وما سيأتي بعده.
الشعب التونسي أظهر شجاعته الحقيقية و ازدادت وتيرة الثورة كلما شيع الأهالي المزيد من الشهداء الذين سقطوا برصاص الغدر ، حتى النساء أبدين شجاعة نادرة عندما قالت أم أحد الشهداء "قتلوا لي ابن ولكن لدي 4 أبناء" الكل اتفق على أن تونس هي الأهم مهما اختلفت التوجهات و الأديان و الأفكار الكل انضوى تحت هذا الوطن .
و اليوم و بعد مرور اشهر من طرد الديكتاتور تقف الثورة في مفترق طريق مشدودة بين تيار علماني وتيار إسلامي ينتظر أن يفوز في أول انتخابات حرة في تاريخ البلاد ستجرى بعد ثلاثة أيام لصياغة دستور جديد.
لتدخل تونس في مرحلة من التناقضات و المسيرات واحدة تدعو إلى التمسك بالدين و جعل تونس مسلمة مؤكدين غيرتهم على الدين الإسلامي و أخرى تدعو إلى رفض التطرف و الرجعية و التيارات السلفية.
و قد استغلت بعض الأطراف و بعض الأحزاب هذه الوضعية لخدمة مصالحها الشخصية على حساب الشعب الذي وحدته الثورة ليفرقه فيما بعد الصراع الطبقي و المذهب الديني
لكن الأكيد أن المجتمع التونسي قادر على الحفاظ على انفتاحه دون التضييق على الحريات الدينية باعتبار أن هذا البلد يقبل كل الحضارات ويفتخر بالهوية الإسلامية وقائم على الاعتدال والوسطية
وبالتالي لا يمكن الآن السماح للتيارات المتطرفة العودة بالبلاد إلى الوراء وإلى عهد الدكتاتوريات ولا للتيارات العلمانية المغرقة في النظريات الغربية أن تمس بالهوية العربية المسلمة للتونسي .
و بالوسطية والاعتدال الذي تربينا عليه منذ صغرنا سنتمكن من الوصول بتونس للديمقراطية التي ننشدها .
التعليقات
علِّق