كيف غادر عبد السلام السعيداني البلاد قبل يوم واحد من صدور أحكام بالسجن ضدّه ؟

كيف غادر عبد السلام السعيداني البلاد قبل يوم واحد من صدور أحكام بالسجن ضدّه ؟


مثلما هو معلوم أصدرت المحكمة الابتدائية جملة من الأحكام السجنية ضد رئيس النادي الرياضي البنزرتي عبد السلام السعيداني الذي كان قد غادر البلاد قبل حوالي 24 ساعة من صدور تلك الأحكام .
ويبدو أن ما حصل جعل الكثير من الأطراف تتساءل وتطرح الكثير من نقاط الإستفهام التي يبدو بعضها مشروعا . فالسعيداني ومحاموه يعرفون جيّدا أن يوم الجمعة الماضي سيكون يوم جلسة محاكمة له بتهم عديدة أغلبها إصدار صكوك بلا رصيد . والجميع يعرف أن الحدود التونسية مغلقة  وأن الفتح الذي شرع في تطبيقه اليوم السبت 27 جوان 2020 لا يشمل المغادرة بل استقبال الوافدين فقط . إذن كيف غادر السعيداني ولماذا غادر أصلا علما بأن بعض الحالات القليلة فقط هي التي كان مسموحا بها دون غيرها ؟.
وبقطع النظر عن هذه المغادرة الغامضة في ذلك التوقيت بالذات يرى البعض أن رئيس النادي البنزرتي رمى نفسه بنفسه في " حروب " ما كان لها أن تقع أصلا لو أنه تمسّك بالرصانة وحسن التصرّف . فقد فتح على نفسه أبواب المشاكل مع جماهير النجم الساحلي ثم مع جماهير النادي الإفريقي إلى درجة أن البعض نعته بالخادم المطيع لرئيس الجامعة وديع الجريء ولم يجن من ذلك سوى العداوات  والمشاكل التي حدثت له مع البعض من جماهير هذين الفريقين ( ما حدث في روسيا مثالا ) .
وبقطع النظر كذلك عن طموحاته الرياضية بأن يصبح رئيسا لأحد الأندية التونسية العريقة فقد دخل من خلال رئاسة النادي البنزرتي إلى حقول من المشاكل بنفسه ولم يرغمه أحد على ذلك . فكلّنا نعرف إمكانات نوادينا الماديّة ونعرف أم أغلب رؤسائها يعانون الأمرّين جرّاء الديون ومستحقات اللاعبين والأطر الفنيّة وما تطالب به الجماهير. وهذا يعني أنك عندما تقبل برواتب مرتفعة للاعبين والإطار الفنّي تفوق ما تقدر عليه فما عليك إلا أن تتحمّل مسؤولياتك بمفردك . إلا أن السعيداني الذي قبل هذا الوضع وربّما خذله البعض ممّن وعدوه بالمساعدة المالية سرعان ما حوّل مشاكله مع الفريق إلى شأن اجتماعي وسياسي وقام بتجييش الجماهير وقد أدّى ذلك إلى حدوث صدامات مع الأمن في أكثر من مناسبة .
وعوض أن يبحث السعيداني عن حلول قانونية للمشاكل التي وجد نفسه غارقا فيها يبدو أنه اختار الهروب إلى الأمام من خلال ما يكتبه ويدوّنه على حسابه الخاص على " فايسبوك " . نقول هذا ليس تدخّلا في أرائه ومواقفه السياسية فهو حرّ فيها ولا أحد يمكنه أن يملي عليه أي شيء . لكن اختيار طريق الصدام قد يزيد الأمور تعقيدا في وقت نتمنى فيه جميعا أن تحلّ المشاكل بالهدوء حتى لا يكون النادي البنزرتي الذي يحظى بمكانة مهمّة لدى أغلب التونسيين واجهة لتصفية حسابات لا ناقة ولا جمل له فيها .
ج - م

التعليقات

علِّق