كورونيات ...

كورونيات ...

بقلم لطفي حجي
ليس من الشهامة والمروءة ولا من الشجاعة ان تتبجح بصورتك وأنت في علبة ليلية (اصبحت نهارية بالتوقيت الجديد) تعانق قارورة جعة، متحديا قرارا إداريا فيه مصلحة الجميع، فأنت بذلك تبرز جهلك واستهتارك بحياة الآخرين فقط.

وليس من العبادة ان تتحدى قرار تعليق صلاة الجماعة لتصلي جماعة أمام المسجد، فالقرار لا يستهدف الصلاة ولا المساجد وإنما يهدف الى حماية أرواح الناس حتى لا يكون المسلم سببا في ضرر أخيه المسلم، ومن اصول العبادة والإيمان أن يحب المرء لغيره ما يحب لنفسه. وفي الفقه يوجد باب يخص فقه النوازل، وما نعيشه هذه الأيام نازلة كبرى لم يشهد لها العالم مثيلا منذ عقود طويلة.

وليس من الحكمة السياسية ولا من الرسائل الايجابية للشعب الكريم أن يبرز السياسيون كأنهم مختلفون حول صلاحيات الرؤساء الثلاث في مواجهة الوباء الدائم.

وليس من الأخلاق أن يتعمد أي كان ترويج الأخبار الزائفة في هذا الظرف العصيب قصد ارباك الناس وبث الهلع في أوساطهم.

وليس من السياسة في شيء أن تبرز الدولة ضعيفة غير قادرة على تطبيق قرارات اعلنتها هي نفسها ،فمفاهيم مثل القانون والقوة العامة جزء من الديمقراطية ولا يشتد عودها دونهما.

وليس من العيب ان يتعلم السياسيون من بعضهم البعض فيسترقون السمع إلى من سبقهم أو من عاصرهم من السياسيين اللامعين في الفضاء الإقليمي الواسع ليتعلموا كيفية إنفاذ خطبهم الى أعماق الناس حتى تثمر مضامينها ويشدوا الجماهير إليهم شدا، فالخطابة فن ، والفن مزيج من المهارات الذاتية والتعلم الذي يصقل المواهب.
لقد اضرتنا الكورونا دون شك لكننا سنتعلم منها دروسا كثيرة فالأزمات العصية هي خزان دورس أيضا.

التعليقات

علِّق