كلّهم خافوا أوهربوا : الهاشمي الحامدي ينشّط الأحد الرياضي ؟‎

كلّهم خافوا أوهربوا : الهاشمي الحامدي ينشّط الأحد الرياضي ؟‎

 

في تاريخ التلفزة التونسية لم يحصل إطلاقا أن عاشت أزمة تقديم أو تنشيط في برنامج الأحد الرياضي الذي كان البرنامج الوحيد الذي يشدّ اهتمام الناس في الوقت الذي لم يكن واحد من التونسيين يشاهد هذه التلفزة أصلا  بمن فيهم أولئك الذين يعملون فيها. وبالعكس من هذا تماما فقد كانت المنافسة على أشدّها بين أسماء معروفة على غرار رضا العودي وحسين الوادي ومحمد المدّب والمرحوم محمد بوغنيم ومنجي النصري الذي حاول المستحيلات السبعة من أجل تنشيط هذا البرنامج ولم يتحقق حلمه ... وغير هؤلاء من الأسماء المعروفة في الإعلام الرياضي ... ونحن نعرف أيضا أن تقديم برنامج في حجم الأحد الرياضي شرف يبحث عنه كافة الإعلاميين الرياضيين الذين  نجد اليوم الكثير منهم ينشطون ويبدعون في قنوات عالمية على غرار الجزيرة أو غيرها وكلّهم مرّوا من خلال الأحد الرياضي .
واليوم تنقلب المعطيات فإذا بنا لا نجد أحدا يقبل تنشيط هذا البرنامج الذي يبدو أنه قد تحوّل من نعمة دفع البعض من أجلها المال إلى نقمة أصبح الجميع يتحاشاها . وإذا كنّا نفهم لماذا أحجم " آخر الرافضين " وهو مراد الزغيدي  تقديم البرنامج وهو الذي يعمل في مستوى أعلى وأرقى من جميع النواحي ... وإذا كنّا نفهم أيضا لماذا رفض رازي القنزوعي  تقديم البرنامج إذ يخشى ربّما العراقيل باعتبارأنه محسوب على الماضي وأن الإمتيازات  وظروف العمل التي يوفّرها له سامي الفهري  قد لا يجد مثلها في الوطنية الأولى  فإننا لا نفهم رفض فهمي البرهومي الذي لا يملك تجربة طويلة في التنشسط الرياضي اللهمّ ( وهذا الأقرب إلى الواقع ) أنه يملك معطيات أو إشارات تدلّ على أن العمل في هذا البرنامج لن تكون في ظروف مريحة  وأن نسبة الفشل فيه أكبر من نسبة النجاح.
وبقطع النظر عن أسباب العزوف الجماعي المثير للدهشة  وأمام انسداد الأفق رغم اقتراب انطلاق " كلّ شيء " لماذا لا تقترح التلفزة التونسية على الهاشمي الحامدي تنشيط برنامج الأحد الرياضي ؟. أليس هو " بتاع كلّو " مثلما يقول عادل إمام ؟. أليس هو الذي يغنّي عندما يغيب المغنّون ويرتّل القرآن عندما يغيب المرتّلون ويقوم بالريبورتاجات والتحقيقات في مكّة  وعدن وغيرها  من القرى والمدن عندما غاب الصحافيّون ؟. أليس هو من يقول إنه يفهم في كلّ شيء ؟. إذن أعطوه برنامج الأحد الرياضي وأنا أضمن لكم 50 مليون مشاهد كلّ أسبوع ... أما هو فبالتأكيد سيستفيد لأن الأحد الرياضي جسر للمواعيد الإنتخابية الأخرى  وهذا ما يبحث عنه الهاشمي الحامدي بالتحديد .

جمال المالكي

التعليقات

علِّق