كاتاكومب باريس: متحفٌ تحت الأرض يعرض عظام 6 ملايين إنسان/صور

على عمق يصل إلى 25 متراً تحت شوارع باريس المزدحمة، يمتد معلم فريد يختلف عن كل ما يشتهر به العاصمة الفرنسية؛ إنّه كاتاكومب باريس، المقبرة الهائلة التي تضم عظام نحو 6 ملايين شخص وتستقبل أكثر من 300 ألف زائر سنوياً.
تعود أصل هذه الشبكات العميقة إلى مغارات كانت تُستغل منذ العصور الوسطى كمقالع للحجر الجيري الذي شُيّد به عدد من أبرز معالم فرنسا مثل كاتدرائية نوتردام وقصر فرساي.
ومع اقتراب الثورة الفرنسية، واجهت مقابر باريس أزمة اكتظاظ خطيرة دفعت السلطات سنة 1780 إلى إغلاق مقبرة الأبرياء ونقل بقايا الموتى إلى هذه الممرات الجوفية. ألقيت العظام عبر بئر إلى الأعماق ثم رتبت بطريقة عشوائية في البداية، قبل أن يحولها الجيولوجي هيريكار دو توري بداية القرن 19 إلى فضاء جنائزي منظم بجدران من الجماجم والعظام وكتابات مستوحاة من الأدب الإغريقي.
وتشير مصادر تاريخية إلى أنّ الكاتاكومب قد تضم رفات شخصيات فرنسية بارزة مثل لافوازييه وروبسبيار ودانتون، إلى جانب ضحايا الطاعون الأسود وأحداث الثورة الفرنسية. هكذا تحوّلت هذه الممرات من مقالع حجارة إلى متحف مرعب وساحر يسرد سراً من أسرار باريس المخفية.


التعليقات
علِّق