قمّة الحقد لدى بعض التونسيين : يشمتون في الموتى وينسون أن " عزرائيل " لا يكبر في عينيه أحد

قمّة الحقد لدى بعض التونسيين : يشمتون في الموتى وينسون أن " عزرائيل " لا يكبر في عينيه أحد


بقطع النظر عن الشخص الذي يتوفاه الأجل المحتوم في أية لحظة وفي أي مكان فإنه من أكبر العيوب أن يشمت التونسي في أخيه التونسي وما زالت روحه لم تصعد إلى السماء .  فمن منطلق ديني وأخلاقي وإنساني واجتماعي وتربوي ... وكل ما شئتم ... لا يجوز للمرء أن يبدي شماتة في شخص أخذه الموت من أهله وأصدقائه وكل معارفه مهما كان ذلك الشخص ومهما كان منصبه . إلا أن بعض التونسيين سرعان ما  يفرغون شحنة الحقد التي بداخلهم بمجرّد أن يختار الله شخصا إلى جواره . وبين أمس الأحد واليوم الاثنين توفّي كثير من الناس في تونس . بعضهم مرّ خبر موته في الخفاء ... وبعضهم سمع به القاصي والداني على غرار وزير الصحة سليم شاكر والمحب الكبير للترجي الرياضي التونسي " حسن ببّو " . وعوض أن ندعو لهما ولكل من وافاه الأجل بالمغفرة والرحمة  نجد أن بعض التونسيين يستغلون  حدث الموت للشتم والسبّ وتصفية الحسابات . فهل يشفع لأي شخص لا ينتمي إلى أحباء الترجي أن يقول عن الفقيد " حسن ببّو " كلاما جارحا  لا يليق حتّى بخشوع الموت ؟. وهل  يشفع لأي شخص لا يتّفق سياسيا أو فكريا أو عمليّا مع الراحل سليم شاكر حتى يقول عنه " كذا وكذا "  ساعات أو ربما دقائق قليلة بعد أن شاع خبر موته ؟.
إن من أكبر مصائبنا في هذه البلاد  وخاصة بعد الثورة أن الكثير منّا لم يعد قادرا على التحكّم في عواطفه وصار يجاهر بحقده لأطراف أخرى ... وأن هؤلاء باتوا لا يرتاحون إلا إذا أفرغوا شحنة الحقد التي بداخلهم  دون مراعاة لأبسط قواعد التربية والأصول وللثوابت التي تربّى عليها أغلبنا في هذه البلاد . ولعلّ من أشنع المصائب أيضا أن هؤلاء الشامتين ينسون  أو يتناسون أن عزرائيل لن يدّخر أحدا  وإنما لكلّ واحد منهم ومنّا ومن الناس أجمعين أجل موعود لا مفرّ ولا مهرب منه . ولو أن هؤلاء  قالوا ما قالوا في حياة الرجلين ( وغيرهما صحيح أيضا ) لكان الأمر ربّما يهون . أما أن نصفّي حسابات مع أشخاص فارقوا الحياة فذلك عيب وليس من أخلاقنا  ولا من أخلاق آبائنا وأجدادنا ولا يجب بأي وجه أن نعلّمه لأبنائنا .
ج - م

التعليقات

علِّق