في نشرة الأنباء الرئيسية التي أذيعت منذ قليل على الوطنية الأولى ( بين شوطي مباراة تونس وبورندي ) أعلنت  قارئة النشرة عن خبر وفاة الرئيس المصري سابقا محمد مرسي بعد تمرير كافة الأخبار التي تحتويها النشرة ولم يتم تمرير أي خبر بعده سوى ذلك المتعلق بالمباراة المذكورة .
وبهذه الصفة تثبت القناة التي تعيش من " عرق التونسيين " غصبا عنهم أنها على أعلى درجة من المهنية والحرفية وأنها لا تتلقّى أي نوع من العليمات من أي طرف كان ومن أيّة جهة مهما كانت .
وللتذكير والإشارة فقط فإن عشرات من القنوات في العالم غيّرت برمجتها حال وصول خبر وفاة مرسي مهما  كانت مواقف حكوماتها من المتوفى . وقد خصصت العديد من القنوات برامج فورية لهذا الحدث الذي يعرف العالم كلّه ونعرف أيضا أن الإخبار عنه يمرّ في المقام الأول كخبر رئيسي لا بدّ أن يتصدّر النشرة الرئيسية للأنباء . لكن للأسف فإن هذا يحدث في القنوات التي تحترم نفسها وتحترم مشاهديها . أما عندنا فإن خبرا بهذه الأهمية يمكن أن يصبح بقدرة قادر مجرّد " حشو " نملأ به الفراغ لا غير .
ولعلّ الأغرب في سياق التدليل على الحرفية والمهنية العاليتين أن تمرير الخبر ( في المرتبة قبل الأخيرة ) صاحبته تلك الكلمة الشهيرة : " عاجل " وصاحبه تأكيد مكتوب يقول : " صور حصرية لكذا ...وكذا ..." . أينعم أن تكون لك صور حصرية وخاصة ثم تمررها في مرتبة قبل الأخيرة فذلك يعني أنك ربّ الحرفية والإحتراف والمهنية التي لم يسبقك إليها أحد في هذا العالم .
ج - م