قمّة الجهل والتخلّف : كل من يفكّر في " منافسة " السيسي على رئاسة مصر سيرسل إلى ما وراء الشمس

قمّة الجهل والتخلّف : كل من يفكّر في " منافسة " السيسي على رئاسة مصر سيرسل إلى ما وراء الشمس


يبدو أن جمهورية مصر العربية تعيش أحلى فترات تاريخها من خلال تعميم الديمقراطية  على كافة أفراد الشعب والسماح لأي مواطن حتى لو كان معدما ولا يملك عشاء ليلة بممارسة حقّه في الترشح لأعلى منصب في البلاد ألا وهو رئاسة جمهورية أم الدنيا .
ويبدو كذلك أن أنهار الديمقراطية التي انهمرت فجأة قد جعلت بقية أمم العالم وخاصة في الغرب المتخلّف  تحسد مصر على ما وصلت إليه من حياة سياسية لا يوجد مثيل لها لا في برّ الهند ولا برّ السند  إلى درجة أن مملكة الدنمارك على سبيل المثال أرسلت مبعوثا خاصا للرئيس السيسي وطلبت منه  ألا يفتح أبواب الديمقراطية على مصراعيها في مصر حتى لا تنتقل العدوى إلى الدنمارك وبقية شعوب المنطقة فتنتفض وتطالب بحقوقها في الترشح للرئاسة تماما مثلما يحدث في مصر .
وفي هذا الإطار اتضح بما لا يدع أي مجال للشك أو التشكيك أن كل ما تناقلته الصحافة العالمية الحاقدة على التجربة الديمقراطية في مصر لا أساس له من الصحة  وأن هذه الصحافة تصطاد في الماء العكر وتحاول تشويه  صورة نظام السيسي  المصنّف الأول في العالم العربي والإسلامي ودول العالم الثالث من حيث تقاليد الحرية والديمقراطية . وليس هذا فحسب إذ اتضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي استدعى الفريق سامي عنان الذي أعلن يوم السبت الماضي عزمه على الترشح  للانتخابات الرئاسية وشرب معه كأسا من الشاي الأخضر وأعلمه بأنه فرح كثيرا  بترشّحه لأنه لا يريد أن يلعب في الميدان وحده أو أن يجري في المضمار وحده  فلربّما يحلّ في المرتبة الثانية . كما اتضح أن مؤسسة الجيش المصري فرحت كثيرا بترشّح سامي عنان لأنه أحد أبنائها  الذين تعرفهم ويعرفونها جيدا .
كما أن  القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية  لم تذكر  في بيانها  أنها "ستستدعي رئيس أركان حرب الجيش سابقا الفريق سامي عنان للتحقيق بعدما أعلن عزمه الترشح للرئاسة  في مخالفة  للقوانين واللوائح العسكرية".
ولم يتهم البيان " عنان "  لا  " بتوجيه كلام تحريضي ضد الجيش "  ولا ب" التزوير في محررات رسمية لإدراجه في قاعدة بيانات الناخبين".
وبالطبع فإن هذا يثبت بكل تأكيد أن كل ما قيل عن اعتقال سامي عنان والتحقيق معه لأنه أعلن عن عزمه الترشح للرئاسة مجرّد افتراء وكلام فارغ وهو يدخل في إطار الحملة المغرضة التي  يشنّها أعداء النجاح وأعداء الديمقراطية العريقة في مصر  الشقيقة .
الآن لو أردنا أن نخرج عن الموضوع سنقول إن ما يحصل في مصر فضيحة ما بعدها فضيحة . فليست المرة الأولى التي  تقمع فيها أصوات من أرادوا منافسة الحاكم بأمره على الرئاسة إذ يعرف الجميع ما حدث لأحمد شفيق وقبله البرادعي الذي هرب بجلده وحمدين الصباحي الذي ظهرت عيوبه السبعة بمجرد أن أعلن عن نية الترشّح . وهي فضيحة وتصرّف لا يمكن أن يصدرا إلا عن جهلة  ومتخلفين . فالعالم كلّه يعرف أنه لا يمكن لاي شخص مهما كان أن يفوز في الانتخابات ضد السيسي الذي تدعمه   في الداخل " ماكينة " رهيبة  في كافة مواقع التأثير والقرار وأن أقصى ما يمكن أن يحصل عليه منافسوه  1 أو 2 فاصل ... وبكل الطرق الممكنة وغير الممكنة . وهنا نطرح السؤال الأزلي على هؤلاء الجهلوت : إذا كنتم تريدون أن تظهروا للعالم أنكم  " ديمقراطيون " فما الذي يخيفكم من مرشحين قد لا يتجاوز افضلهم 2 أو 3 بالمائة من الأصوات ؟. ألم يكن من الأفضل حثّ الناس على الترشح حتى وأنتم تعرفون أن النتائج محسومة قبل إجراء الانتخابات أصلا عسى أن تبدو الصورة  " ناصعة " للعالم الذي لا يعرفكم ولا يعرف حقيقتكم ؟.
أما لمن كانوا يريدون تكرار السيناريو المصري في تونس وأشهرهم بالطبع محسن مرزوق ما رأيكم  الآن في هذا السيناريو المصري الممتاز ؟ . ماذا كنتم ستفعلون لو أم ما حصل في مصر حصل بالفعل في تونس ؟.
وأختم بما جاء على صفحة حملة الفريق عنان إذ كتب المشرفون عليها  بعد اعتقال الفريق عنان :  "نعلن بكلّ الأسى وقف الحملة لحين إشعار آخر حرصاً على أمن وسلامة كل المواطنين الحالمين بالتغيير".... وهذا يفسّر تقريبا كل شيء .
جمال المالكي

التعليقات

علِّق