قمعت الابداع وروح الخلق : خفافيش الظلام "تكفّر" الجماهير الرياضية في تونس

  قمعت الابداع وروح الخلق : خفافيش الظلام "تكفّر" الجماهير الرياضية في تونس

بقلم : شكري الشيحي

في بلد بات فيه نسق الحياة مملّا ورتيبا بسبب تراكمات عديدة تتالت أسبابها وتداعياتها منذ ستّ سنوات، لم يبق لعامة الشعب سوى اللجوء الى ملاعب الكرة عساها تكون متنفسا لهم ومسارح للانتشاء والرفاهية في زمن الأحزان والصدمات في تونس..ومع ذلك يبدو أن البعض من قوى الجذب الى الوراء وكذلك من خفافيش الظلام لم يرضهم الأمر وعادوا مجددا لتحريك المياه الآسنة ومحاولة تركيع شعب عاشق للحياة..
وطيلة الاسبوع الفارط، استأثر نهائي كأس تونس لكرة القدم في دربي العاصمة بين الترجي والافريقي باهتمام الجميع على اختلاف المكانة الاجتماعية والوظيفة والتفكير الايديولوجي..حتى أن الصراع الكروي بين الجارين طغت أخباره لتغطي على التركيبة الحكومية العديدة وتزكيتها رسميا..كيف لا والأمر مرتبط بدربي أعاد الحياة الى المدرجات بعدما اقتربت حقيقة من الممات..
االلقاء كان فرجويا خاصة بين الجماهير..وهنالك حقا يكن الحديث عن صراع موازين القوى بين المنعرجات الشمالية والجنوبية بين جارين قدرهما أن يظلا كبيرين تاريخيا وجماهيريا وفنيا..
وبقطع النظر عن بعض النشاز الذي جدّ في أحداث شغب متناثرة الا أن روعة اللوحات الكوريغرافية جعلت للدربي نكهة كبيرة والواضح أنها أزعجت البعض من خفافيش الظلام ممن احترفوا تنغيص الفرجة وقتل كل موطن جمال في ملاعبنا..ولهذا لم يتوان بعض المرضى في تكفير مغزى "دخلة" الافريقي وجهود مجموعة "الليديرز"، فصوّروها ذات مغزى داعشي..نعم هكذا نسج خيالهم المريض ليشوّه هذه اللوحة الرائعة التي أرادت توثيق البعد العقائدي والنضالي لجمعية الافريقي عبر عرف وتقليد تعيشه كل الديار التونسية بأن يؤذن الأب (كما فعل الجندي " الفلّاق " المرسوم في الدخلة) في أذن الرضيع لحظة ولادته..
الغريب أن هؤلاء المتاجرين بالدين عمدوا جهلا الى ربط الاسلام بالمنهج التكفيري الداعشي..وكان حريا محاسبة متبني هذه الأطروحة عوض قمع جماهير خلّاقة اعتادت على الابداع في مدرجات الافريقي والترجي وصفاقس والنجم والملعب القابسي وبنزرت وغيرها من الملاعب..فكفانا مثل هذه الأساليب الواهية للصنصرة..

التعليقات

علِّق