قمة متوترة بين ملك الأردن وترامب: قبول التهجير أم قطع المساعدات؟
![قمة متوترة بين ملك الأردن وترامب: قبول التهجير أم قطع المساعدات؟](/sites/default/files/field/image/58291883_906.jpg)
ينعقد اللقاء المنتظر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الثلاثاء، في جو يتوقع الخبراء أن يسوده التوتر.
وتأتي هذه التوقعات على خلفية المقترح الذي كشف عنه الرئيس الأمريكي بشأن إعادة تطوير غزة، وتهديده بقطع المساعدات عن الدولة العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة إذا رفضت إعادة توطين فلسطينيين.
وأثار مقترح ترامب قبل أسبوع جدلا كبيرا، إذ يتضمن سيطرة الولايات المتحدة على غزة وإخراج سكانها وتحويل المنطقة التي مزقتها الحرب إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". وزاد المقترح من تعقيد الوضع الإقليمي الحساس، بما في ذلك وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحركة حماس.
من جانبه، عدل ترامب جوانب من مقترحه الأوّلي، وعبر عن ضيق صدره إزاء القادة العرب الذين يرون أن الفكرة غير قابلة للتنفيذ. وقال ترامب لصحفيين في البيت الأبيض أمس الاثنين "أعتقد أنه سيستقبل" لاجئين، في إشارة إلى الملك عبد الله.
بالنسبة للمحلل بدر الماضي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الألمانية الأردنية "فإن لقاء الملك سيكون محفوفا بمخاطر المستضيف". وأكد أن "موضوع غزة والتهجير سيكون الأكثر حضورا في اللقاء، وسيحاول ترامب أن يرفع سقف مطالبه كما رفعه في الأيام السابقة، كما سيطرح مقترحات أخرى".
ويرى المحلل السياسي في تصريحاته لوكالة الأناضول، أن "الملك الأردني سيذهب بسردية عربية فلسطينية أردنية، وسيحاول الملك أن يأخذ من ترامب ضمانات بتوجه جديد بإبقاء الفلسطينيين في غزة وإبقاء الفلسطينيين في أرضهم".
الماضي توقع أن يتناول ملك الأردن في حديثه عن قطاع غزة "الحقوق الشرعية والتاريخية للشعب الفلسطيني، وأثر أي تغيير ديمغرافي في المنطقة، وخاصة في الأردن، على مستقبلها واستقرارها".
وتعد الولايات المتحدة داعما أساسيا للأردن، إذ وقَّع البلدان في سبتمبر 2022 مذكرة تفاهم، تقدم بموجبها واشنطن مساعدات مالية سنوية للمملكة بقيمة 1.45 مليار دولار للفترة بين 2023 و2029.
لكن في أواخر جانفي الماضي، قررت إدارة ترامب وقف المساعدات الخارجية لجميع الدول لمدة 90 يوما لإجراء عملية مراجعة.وعندما سأل ترامب عما إذا كان سيوقف المساعدات عن الأردن ومصر إذا رفض البلدان ذلك، قال "نعم، ربما، بالتأكيد، لما لا. إذا لم يوافقا فمن الممكن أن أقطع المساعدات".
من جهته، عبر الملك الأردني عبد الله عن رفضه لأي تحركات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين. ومن المتوقع أن يبلغ الملك اليوم الثلاثاء ترامب بأن مثل هذه الخطوة قد تثير موجة من التطرف والفوضى في المنطقة وتعرض السلام مع إسرائيل للخطر.
وقد بدأ عاهل الأردن تحركات مكثفة قبل أيام من توجهه إلى واشنطن للقاء ترامب، أولها كانت إلى العاصمة البريطانية لندن في زيارة عمل. ويأتي هذا الحراك في إطار مساعي الأردن الدبلوماسية الرامية إلى تأكيد رفض المملكة تهجير الفلسطينيين وتمسكها بحل الدولتين.
وأكد الملك الأردني في تصريحاته على "ضرورة وقف إجراءات الاستيطان، ورفض أي محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية"، مشددا على "ضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم".
كما استقبل الملك عبد الله الثاني في عمان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأجرى سلسلة اتصالات هاتفية مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الإماراتي محمد بن زايد والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش .
اعتبر المحلل السياسي، بدر الماضي في تصريحاته لوكالة الأناضول أن "موضوع المساعدات الأمريكية التي أوقفها ترامب على دول العالم، ومنها الأردن، سيكون مدار بحث في اللقاء". وأرجع ذلك إلى أن "هذه المساعدات تحافظ على أمن واستقرار الدولة الأردنية وأمن واستقرار المنطقة، في ظل ما يجري في منطقة الشرق الأوسط".
وقال إن الملك إذا ما خُير بين التهجير واستمرار المساعدات "بالتأكيد سيختار عدم التهجير على حساب المساعدات التي كانت تأتينا من الولايات المتحدة".
في المقابل اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تصريح لقناة “فوكس نيوز” الأمريكية نهاية الأسبوع الماضي، أن خطة ترامب "مبتكرة"، و"يجب العثور على مكان لتهجير الفلسطينيين".
التعليقات
علِّق