قمة النكران: عين تغفل عن أبطال تالة وتضخّم من أحجام الأقزام

قمة النكران: عين تغفل عن أبطال تالة وتضخّم من أحجام الأقزام

 

لا تزال مدينة تالة تعيش على وقع وفاة التلميذتين رحمة السعيدي وسرور الهيشري إثر اندلاع حريق  ليلة الاثنين بمبيت الفتيات بالمدرسة الاعدادية 25 جويلية بمعتمدية تالة من ولاية القصرين نتيجة تماس كهربائي وفق معطيات أولية.

وقد دخلت المدينة منذ صباح اليوم الاربعاء في إضراب عام وحداد على روحي الضحيتين  وسط تعاطف كبير مع أهاليهما وأيضا عائلات المصابين .

الحادث أسفر أيضا عن تعرّض 9 تلميذات لحروق متفاوتة الخطورة .  ومن ألطاف الله انّ تدخل الأهالي لنجدة التلميذات حال دون وقوع خسائر بشرية أخرى باعتبار ان عدد الفتيات الموجودات في المبيت ساعة اندلاع الحريق وصل الى 83 تلميذة .

ومن بين الابطال الذين ساعدوا في انقاذ الفتيات  هذان الشابان - لم نتمكّن إلى الآن من تحديد هويّتيهما - اندفعا دون حسابات الى داخل المبيت عبر تسلق الجدران ، ثم قاما بإخراج الفتيات المختنقات بالدخان الكثيف وهو ما ساعد في انقاذ عشرات الأرواح رغم تعرض أيديهما لحروق الى جانب انحاء اخرى من جسميهما .

وطالب عدد من المواطنين بتكريم الشابين البطلين في إطار تشجيع الدولة للمواطنين المتميزين والمتفوقين والوطنيين .  كما دعا البعض الآخر الدولة لردّ الاعتبار لهذين البطلين من خلال إدماجهما في الجيش الوطني و لما لا في سلك الحماية المدنية .

ان تكريم هؤلاء الشبان وردّ الاعتبار اليهم واجب وليس منة من الدولة ومن شأنه أن يعزّز الانتماء للوطن ويغرس روح المواطنة بين التونسيين ، فمثل هؤلاء الشجعان - المتواضعون " كما ظهروا في الصورة ، يمكن لهذا الوطن ان يتقدّم من خلال توجيه رسائل ايجابية للجيل الجديد من التونسيين وجعلهم " مفخرة " وقدوة حسنة  ... وكم نحتاج اليوم " لخلق " الرموز .. وليس لتضخيم صور الأقزام في شاشات التلفزات ..

شكري الشيحي

التعليقات

علِّق