قبل أيام من المونديال : ما زلنا نتعارك بسبب تصريح حاتم الطرابلسي وهذا ما تفعله السعودية مع منتخبها ؟

قبل أيام من المونديال : ما زلنا  نتعارك بسبب تصريح حاتم الطرابلسي  وهذا ما تفعله السعودية  مع منتخبها ؟

بضعة أيام فقط تفصلنا عن انطلاق التظاهرة الرياضية الأكبر وهي كأس العالم بدولة قطر. ورغم ذلك وخلافا لكافة بلدان العالم التي ترشحت منتخباتها ما زلنا إلى حدّ اللحظة  نتعارك ونتجادل بسبب تصريح قال فيه حاتم الطرابلسي إن سليم شيبوب كان يتحكّم في الرياضة في تونس سواء في الترجي أو في المنتخب.

كافة البلدان التي ستشارك في " مونديال قطر " حاولت بقدر المستطاع أن يكن إعلامها إلى جانب منتخباتها مهما كانت الاختلافات انطلاقا من مبدأ واحد معروف ومعلوم وهو: عندما يتعلّق الأمر بالمصلحة الوطنيّة تغيب أو تؤجّل على الأقل كافة الخلافات والاختلافات إلى ما   بعد المشاركة في تظاهرة يستحق فيها اللاعبون إلى الدعم والمساندة من قبل الجميع . وفي الوقت الذي نرى فيه ونلمس هذا الدعم وهذه المساندة من قبل البلدان الأخرى لا نكاد نرى  سوى تثبيط العزائم والتشكيك والتقزيم والتطاحن والعراك على كافة وسائل الإعلام تقريبا. وحتى القناة الوطنية الأولى التي من المفروض أن تكون وراء المنتخب في الظرف الحالي فقد انضمّت إلى جوقة محطّمي العزائم حتى دون أن تشعر بذلك . فالبرنامج " الوثائقي " حول مشاركات منتخبنا في كأس العالم منذ 1978 بالأرجنتين  لم يخرج عن السائد بل أتى ليكرّس الاختلاف من خلال النبش في الماضي والتذكير ببعض ما حدث خلال مشاركات المنتخب  من الأرجنتين  78 إلى روسيا 2018 . ولسائل أن يسأل : هل إن ما يثار في هذا البرنامج أو غيره صباحا مساء يخدم مصلحة المنتخب الوطني قبل أيام قليلة من ساعة الصفر بقطر؟. قطعا وبكل تأكيد لا.

وفي المقابل تابعت منذ عدة أسابيع ما يحدث في المملكة العربية السعودية في ما يتعلّق بمنتخبها المتأهل مثلنا إلى مونديال قطر. فبالإضافة إلى العناية الكبرى التي يوليها أعلى هرم السلطة ووزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم فإن الإعلام السعودي بات يتكلّم بلسان واحد ورؤية واحدة وزاوية واحدة. وعلى سبيل المثال  فقد بثت القناة السعودية  " الرياضية "  كافة مقابلات  منتخبها خلال كافة مشاركاته في كأس العالم وكافة مقابلات " الأخضر السعودي " في كافة مراحل التصفيات منذ عهد نوح ( عليه السلام ) إلى يوم الناس هذا ... وهي ما زالت تبث كل شيء عن مشاركات المنتخب السعودي في كأس العالم علما بأنها لا تنتقي مقابلات بعينها بل تبث كل شيء بما في ذلك تلك المقابلات التي خسر فيها المنتخب السعودي لأنها تؤمن بأن إعادة بث تلك المقابلات يفيد بكل تأكيد اللاعبين الحاليين وإطارهم الفنّي بصفة أو بأخرى.

وهنا أريد أن أربط مع " مسألة " حدثت ذات مرّة على القناة  التونسية الثانية . فقبل  بضعة أسابيع  من انطلاق دورة رسمية كبرى ( كأس العالم أو كأس إفريقيا )  كانت هذه القناة تبث لنا مقابلات قديمة لمنتخبنا الوطني ( لقاء في البال ) بمعدل لقاء كل أسبوع . ومن عجائب الصدف وأغربها آنذاك أن كافة اللقاءات التي تم بثّها كانت هزائم لمنتخب الوطني بما جعلنا نتأكّد آنذاك أن بت تلك المقابلات بالذات ( الهزائم دون غيرها ) لم يكن بريئا بل كان يدخل في إطار " إعداد الشعب التونسي نفسانيا للخروج من الدور الأول " قبل ان تنطلق التظاهرة أصلا ؟؟؟.

جمال المالكي

التعليقات

علِّق